الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون "البغتة ": المفاجأة التي لا تكون منتظرة؛ ويكون وقعها شديدا؛ و "البهت ": المجيء الذي يكون فيه دهشة وتحير؛ قال (تعالى): فبهت الذي كفر ؛ أي شدة وتحير؛ ويطلق البهت على الكذب الذي لا أصل له؛ ويحير العقول المستقيمة؛ وتكون كل الظواهر مناقضة؛ كما قال (تعالى) في رمي أم المؤمنين " عائشة ": هذا بهتان عظيم ؛ و "بل "؛ هنا؛ للإضراب الانتقالي؛ وتضمن الرد على طالبي ميعاد للوعد؛ وقد استبطؤوه؛ والمعنى: بل تأتيكم بغتة؛ أي: فجأة؛ على غير ترقب وتوقع وانتظار منكم؛ "فتبهتهم "؛ أي: تفاجئهم؛ فتدهشهم؛ وتحيرهم؛ وتحيط بهم؛ فلا يستطيعون ردها أي: لا يستطيعون دفعها؛ بل إنها الواقعة التي لا مناص منها؛ ولا خلاص ولا انفكاك عنها؛ ولا هم ينظرون لا يمهلون؛ فلا يستطيعون تأجيلها؛ فهي محدودة بميقات معلوم عند الله - سبحانه وتعالى.

                                                          كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا عرض عليهم الدعوة إلى التوحيد ردوها؛ وإذا مر بهم استهزؤوا ساخرين؛ وإذا رأوه استصغروه؛ وهو القوي؛ فواساه الله (تعالى) بذكر أن الاستهزاء شأن الكافرين؛ وهو دليل عجزهم؛ وإن استطالوا بألسنتهم وأفعالهم؛ ولذا قال (تعالى):

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية