الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [101] فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون

                                                                                                                                                                                                                                      فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ أي : لشدة الهول من هجوم ما شغل البال حتى زال به التعاطف والتآلف ، إذ : يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ونفي نفع النسب ، إذا دهم مثل ذلك معروف . كما قال :


                                                                                                                                                                                                                                      لا نسب اليوم ولا خلة اتسع الخرق على الراقع



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 4418 ] ولا يتساءلون أي : لا يسأل بعضهم بعضا ، لعظم الفزع وشدة ما بهم من الأهوال ، وذهولهم عما كان بينهم من الأحوال ، فتنقطع العلائق والوصل التي كانت بينهم ، وجلي أن نفي التساؤل إنما هو وقت النفخ ، كما دل عليه قوله : { فإذا } أي : فوقت القيام من القبور وهول المطلع يشتغل كل بنفسه . وأما ما بعده فقد يقع التساؤل ، كما قال تعالى : وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون لأن يوم القيامة يوم ممتد . ففيه مشاهد ومواقف . فيقع في بعضها تساؤل وفي بعضها دهشة تمنع منه .

                                                                                                                                                                                                                                      تنبيه :

                                                                                                                                                                                                                                      روى هنا بعض المفسرين أخبارا في نفع النسب النبوي . وحبذا لو روي شيء منها في الصحيحين ، أو في مسانيد من التزم الصحة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية