الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [102 - 104] فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون .

                                                                                                                                                                                                                                      فمن ثقلت موازينه أي : رجحت حسناته : فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم أي : بتضييع ما منحت من الاستعداد لأن تربح في تجارة الكمال ، بفطرة الإيمان وصالح الأعمال ، ولله در القائل :


                                                                                                                                                                                                                                      إذا كان رأس المال عمرك ، فاحترس عليه من الإنفاق في غير واجب



                                                                                                                                                                                                                                      في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار أي : تحرقها . وتخصيص الوجوه لأنها أشرف الأعضاء . فبيان حالها أزجر عن المعاصي المؤدية إلى النار : وهم فيها كالحون أي : مشوهون ، قبيحو المنظر . ويقال لهم تعنيفا وتوبيخا :

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية