nindex.php?page=treesubj&link=29014_28723_30463_30531_34106_34110nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=36ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين nindex.php?page=treesubj&link=29014_34106_34111nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=37وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون nindex.php?page=treesubj&link=29014_30351_30463_34299nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=38حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين nindex.php?page=treesubj&link=29014_30351_30525_30539nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=39ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون
قرئ: (ومن يعش) بضم الشين وفتحها. والفرق بينهما أنه إذا حصلت الآفة في بصره قيل: عشي. وإذا نظر نظر العشي ولا آفة به قيل عشا. ونظيره: عرج، لمن به الآفة. وعرج، لمن مشى مشية العرجان من غير عرج. قال
الحطيئة [من الطويل]:
[ ص: 442 ] متى تأته تعشو إلى ضوء ناره
أي: تنظر إليها نظر العشي لما يضعف بصرك من عظم الوقود واتساع الضوء. وهو بين في قول حاتم [من الكامل]:
أعشو إذا ما جارتي برزت حتى يواري جارتي الخدر
[ ص: 443 ] وقرئ: (يعشوا) على أن من موصولة غير مضمنة معنى الشرط. وحق هذا القارئ أن يرفع نقيض. ومعنى القراءة بالفتح: ومن يعم
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=36عن ذكر الرحمن وهو القرآن، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=18صم بكم عمي [البقرة: 18] وأما القراءة بالضم فمعناها: ومن يتعام عن ذكره، أي: يعرف أنه الحق وهو يتجاهل ويتغابى، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=14وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم [النمل: 14]
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=36نقيض له شيطانا نخذله ونخل بينه وبين الشياطين، كقوله تعالى:
[ ص: 444 ] nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=25وقيضنا لهم قرناء [فصلت: 25]،
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=83ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين [مريم: 83] وقرئ: (يقيض) أي: يقيض له الرحمن ويقيض له الشيطان. فإن قلت: لم جمع ضمير من وضمير الشيطان في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=37وإنهم ليصدونهم ؟ قلت: لأن "من" مبهم في جنس العاشي، وقد قيض له شيطان مبهم في جنسه، فلما جاز أن يتناولا لإبهامهما غير واحدين: جاز أن يرجع الضمير إليهما مجموعا.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=38حتى إذا جاءنا العاشي. وقرئ: (جاآنا) على أن الفعل له ولشيطانه. "قال" لشيطانه
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=38يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين يريد المشرق والمغرب، فغلب كما قيل: العمران والقمران. فإن قلت: فما بعد المشرقين؟ قلت: تباعدهما، والأصل: بعد المشرق من المغرب، والمغرب من المشرق. فلما غلب وجمع المفترقين بالتثنية: أضاف البعد إليهما. "أنكم" في محل الرفع على الفاعلية، يعني: ولن ينفعكم كونكم مشتركين في العذاب كما ينفع الواقعين في الأمر الصعب اشتراكهم فيه; لتعاونهم في تحمل أعبائه وتقسمهم لشدته وعنائه، وذلك أن كل واحد منكم به من العذاب ما لا تبلغه طاقته، ولك أن تجعل الفعل للتمني في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=38يا ليت بيني وبينك على معنى: ولن ينفعكم اليوم ما أنتم فيه من تمنى مباعدة القرين. وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=39أنكم في العذاب مشتركون تعليل، أي: لن ينفعكم تمنيكم; لأن حقكم أن تشتركوا أنتم وقرناؤكم في العذاب كما كنتم مشتركون في سببه وهو الكفر. وتقويه قراءة من قرأ: (إنكم) بالكسر وقيل: إذا رأى الممنو بشدة من منى بمثلها: روحه ذلك ونفس بعض كربه، وهو التأسي الذي ذكرته
الخنساء [من الوافر]:
أعزي النفس عنه بالتأسي
[ ص: 445 ] فهؤلاء لا يؤسيهم اشتراكهم ولا يروحهم; لعظم ما هم فيه. فإن قلت: ما معنى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=39إذ ظلمتم ؟ قلت: معناه: إذ صح ظلمكم وتبين ولم يبق لكم ولا لأحد شبهة في أنكم كنتم ظالمين، وذلك يوم القيامة. وإذ: بدل من اليوم. ونظيره [من الطويل]:
إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة
أي: تبين أني ولد كريمة.
nindex.php?page=treesubj&link=29014_28723_30463_30531_34106_34110nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=36وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ nindex.php?page=treesubj&link=29014_34106_34111nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=37وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29014_30351_30463_34299nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=38حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ nindex.php?page=treesubj&link=29014_30351_30525_30539nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=39وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ
قُرِئَ: (وَمَنْ يَعْشُ) بِضَمِّ الشِّينِ وَفَتْحِهَا. وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا أَنَّهُ إِذَا حَصَلَتِ الْآفَةُ في بَصَرِهِ قِيلَ: عَشِيَ. وَإِذَا نَظَرَ نَظَرَ الْعَشِيَّ وَلَا آفَةَ بِهِ قِيلَ عُشًا. وَنَظِيرُهُ: عَرَّجَ، لِمَنْ بِهِ الْآفَةُ. وَعَرَّجَ، لِمَنْ مَشَى مِشْيَةَ الْعُرْجَانِ مِنْ غَيْرِ عَرَجٍ. قَالَ
الْحُطَيْئَةُ [مِنَ الطَّوِيلِ]:
[ ص: 442 ] مَتَى تَأْتِهِ تَعْشُو إِلَى ضَوْءِ نَارِهِ
أَيْ: تَنْظُرُ إِلَيْهَا نَظَرَ الْعَشِيِّ لَمَّا يَضْعُفُ بَصَرُكَ مِنْ عِظَمِ الْوَقُودِ وَاتِّسَاعِ الضَّوْءِ. وَهُوَ بَيِّنٌ في قَوْلِ حَاتِمٍ [مِنَ الْكَامِلِ]:
أَعْشُو إِذَا مَا جَارَتِي بَرَزَتْ حَتَّى يُوَارِيَ جَارَتِي الْخُدْرُ
[ ص: 443 ] وَقُرِئَ: (يَعْشُوا) عَلَى أَنَّ مَنْ مَوْصُولَةٌ غَيْرُ مُضَمَّنَةٍ مَعْنَى الشَّرْطِ. وَحَقُّ هَذَا الْقَارِئِ أَنْ يَرْفَعَ نَقِيضَ. وَمَعْنَى الْقِرَاءَةِ بِالْفَتْحِ: وَمَنْ يُعْمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=36عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ الْقُرْآنُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=18صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ [الْبَقَرَةُ: 18] وَأَمَّا الْقِرَاءَةُ بِالضَّمِّ فَمَعْنَاهَا: وَمَنْ يَتَعَامَ عَنْ ذِكْرِهِ، أَيْ: يَعْرِفُ أَنَّهُ الْحَقُّ وَهُوَ يَتَجَاهَلُ وَيَتَغَابَى، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=14وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ [النَّمْلُ: 14]
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=36نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا نَخْذُلُهُ وَنَخِلُّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّيَاطِينِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
[ ص: 444 ] nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=25وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ [فُصِّلَتْ: 25]،
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=83أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ [مَرْيَمُ: 83] وَقُرِئَ: (يُقَيِّضُ) أَيْ: يُقَيِّضُ لَهُ الرَّحْمَنُ وَيُقَيِّضُ لَهُ الشَّيْطَانُ. فَإِنْ قُلْتَ: لِمَ جَمَعَ ضَمِيرَ مَنْ وَضَمِيرَ الشَّيْطَانِ في قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=37وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ ؟ قُلْتُ: لِأَنَّ "مَنْ" مُبْهَمٌ في جِنْسِ الْعَاشِي، وَقَدْ قَيَّضَ لَهُ شَيْطَانٌ مُبْهَمٌ في جِنْسِهِ، فَلَمَّا جَازَ أَنْ يَتَنَاوَلَا لِإِبْهَامِهِمَا غَيْرَ وَاحِدَيْنِ: جَازَ أَنْ يَرْجِعَ الضَّمِيرُ إِلَيْهِمَا مَجْمُوعًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=38حَتَّى إِذَا جَاءَنَا الْعَاشِي. وَقُرِئَ: (جَاآنَا) عَلَى أَنَّ الْفِعْلَ لَهُ وَلِشَيْطَانِهِ. "قَالَ" لِشَيْطَانِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=38يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ يُرِيدُ الْمَشْرِقَ وَالْمَغْرِبَ، فَغَلَبَ كَمَا قِيلَ: الْعِمْرَانُ وَالْقِمْرَانُ. فَإِنْ قُلْتَ: فَمَا بُعْدُ الْمَشْرِقَيْنِ؟ قُلْتُ: تَبَاعُدُهُمَا، وَالْأَصْلُ: بَعْدَ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ، وَالْمَغْرِبِ مِنَ الْمَشْرِقِ. فَلَمَّا غَلَبَ وَجَمَعَ الْمُفْتَرَقَيْنِ بِالتَّثْنِيَةِ: أَضَافَ الْبُعْدَ إِلَيْهِمَا. "أَنَّكُمْ" في مَحَلِّ الرَّفْعِ عَلَى الْفَاعِلِيَّةِ، يَعْنِي: وَلَنْ يَنْفَعَكُمْ كَوْنُكُمْ مُشْتَرِكِينَ في الْعَذَابِ كَمَا يَنْفَعُ الْوَاقِعِينَ في الْأَمْرِ الصَّعْبِ اشْتِرَاكُهُمْ فيهِ; لِتُعَاوِنِهُمْ في تَحَمُّلِ أَعْبَائِهِ وَتَقْسِمُهُمْ لِشِدَّتِهِ وَعَنَائِهِ، وَذَلِكَ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِهِ مِنَ الْعَذَابِ مَا لَا تَبْلُغُهُ طَاقَتُهُ، وَلَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْفِعْلَ لِلتَّمَنِّي في قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=38يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ عَلَى مَعْنَى: وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ مَا أَنْتُمْ فيهِ مَنْ تَمَنَّى مُبَاعَدَةَ الْقَرِينِ. وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=39أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ تَعْلِيلٌ، أَيْ: لَنْ يَنْفَعَكُمْ تَمَنِّيكُمْ; لِأَنَّ حَقَّكُمْ أَنْ تَشْتَرِكُوا أَنْتُمْ وَقُرَنَاؤُكُمْ في الْعَذَابِ كَمَا كُنْتُمْ مُشْتَرِكُونَ في سَبَبِهِ وَهُوَ الْكُفْرُ. وَتُقَوِّيهِ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ: (إِنَّكُمْ) بِالْكَسْرِ وَقِيلَ: إِذَا رَأَى الْمَمْنُوَّ بِشِدَّةِ مَنْ مَنَّى بِمِثْلِهَا: رَوَّحَهُ ذَلِكَ وَنَفَّسَ بَعْضَ كُرَبِهِ، وَهُوَ التَّأَسِّي الَّذِي ذَكَرَتْهُ
الْخَنْسَاءُ [مِنَ الْوَافِرِ]:
أُعَزِّي النَّفْسَ عَنْهُ بِالتَّأَسِّي
[ ص: 445 ] فَهَؤُلَاءِ لَا يُؤَسِّيهِمُ اشْتِرَاكُهُمْ وَلَا يُرَوِّحُهُمْ; لِعِظَمِ مَا هُمْ فيهِ. فَإِنْ قُلْتَ: مَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=39إِذْ ظَلَمْتُمْ ؟ قُلْتُ: مَعْنَاهُ: إِذْ صَحَّ ظُلْمُكُمْ وَتَبَيَّنَ وَلَمْ يَبْقَ لَكُمْ وَلَا لِأَحَدٍ شُبْهَةٌ في أَنَّكُمْ كُنْتُمْ ظَالِمِينَ، وَذَلِكَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ. وَإِذْ: بَدَلٌ مِنَ الْيَوْمِ. وَنَظِيرُهُ [مِنَ الطَّوِيلِ]:
إِذَا مَا انْتَسَبْنَا لَمْ تَلِدْنِي لَئِيمَةٌ
أَيْ: تَبَيَّنَ أَنِّي وَلَدُ كَرِيمَةٍ.