الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
nindex.php?page=treesubj&link=18711_18712بيان ما يحبط العمل من الرياء وما لا يحبط :
إذا nindex.php?page=treesubj&link=18713عقد العبد العبادة على الإخلاص ثم ورد عليه وارد الرياء فلا يخلو إما أن يرد عليه بعد فراغه من العمل أو قبل الفراغ ، فإن ورد بعد الفراغ سرور مجرد بالظهور من غير إظهار فهذا لا يفسد العمل ، إذ العمل قد تم على نعت الإخلاص سالما عن الرياء ، إلا إذا ظهرت له بعده رغبة في الإظهار فتحدث به وأظهره ، فهذا مخوف ، وفي الآثار والأخبار ما يدل على أنه محبط .
وأما إذا nindex.php?page=treesubj&link=18713ورد وارد الرياء قبل الفراغ من العمل وكان عقد على الإخلاص فإن كان مجرد سرور فلا يؤثر في العمل وإن كان رياء باعثا على العمل وختم العبادة به حبط أجره ; لأن الواجب عليه أداء عمل خالص لوجه الله ، والخالص ما لا يشوبه شيء ، فلا يكون مؤديا للواجب مع هذا الشوب .
وأما الرياء الذي يقارن حال العقد كأن يبتدئ الصلاة على قصد الرياء ، فإن استمر عليه حتى سلم فلا خلاف في أنه يقضي ، ولا يعتد بصلاته ، وإن ندم عليه في أثناء ذلك واستغفر ورجع قبل التمام فالأرجح أنه لا تنعقد صلاته مع قصد الرياء فليستأنف ; لأن باعثه في الرياء في ابتداء العقد دون امتثال الأمر فلم ينعقد افتتاحه فلم يصح ما بعده .