الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                              قوله تعالى: أفرأيتم ما تحرثون (63) أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون (64) لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون (65) إنا لمغرمون (66) بل نحن محرومون (67) أفرأيتم الماء الذي تشربون (68) أأنتم أنـزلتموه من المزن أم نحن المنـزلون (69 لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون

                                                                                                                                                                                              قال ابن الجوزي في "المقتبس ": سمعت الوزير يقول في قوله تعالى: لو نشاء لجعلناه حطاما لو نشاء جعلناه أجاجا قال: تأملت دخول اللام وخروجها فرأيت المعنى: أن اللام تقع للاستقبال، تقول: لأضربنك، أي: فيما بعد، لا في الحال، والمعنى: أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما أي: في مستقبل الزمان إذا تم فاستحصد، وذلك أشد العذاب، لأنها حالة انتهاء [ ص: 341 ] تعب الزراع، واجتماع الدين عليه، لرجاء القضاء بعد الحصاد مع فراغ البيوت من الأقوات . وأما في الماء، فقال: لو نشاء جعلناه أجاجا أي: الآن، لأنا لو أخرنا ذلك لشرب العطشان، وادخر منه الإنسان .

                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية