قوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=19734_29676_31780_31906_33177_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=84فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر ثم كسي حلة وجلس على مكان مشرف ولم تعلم امرأته بذلك فأدركتها الرقة عليه فقالت في نفسها : هب أنه طردني أفأتركه حتى يموت جوعا وتأكله السباع لأرجعن فلما رجعت ما رأت تلك الكناسة ولا تلك الحال فجعلت تطوف حيث الكناسة وتبكي وهابت صاحب الحلة أن تأتيه وتسأله فدعاها
أيوب عليه السلام فقال : ما تريدين يا أمة الله ؟ فبكت وقالت : أريد ذلك المبتلى الذي كان ملقى على الكناسة قال لها : ما كان منك ؟ فبكت وقالت : بعلي قال : أتعرفينه إذا رأيته ؟ قالت : وهل يخفى علي فتبسم فقال : أنا ذلك فعرفته بضحكه فاعتنقته
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=84وآتيناه أهله ومثلهم معهم الظاهر أنه عطف على (كشفنا ) فيلزم أن يكون داخلا معه في حيز تفصيل استجابة الدعاء ، وفيه خفاء لعدم ظهور كون الإتيان المذكور مدعوا به وإذا عطف على (استجبنا ) لا يلزم ذلك ، وقد سئل عليه الصلاة والسلام عن هذه الآية ، أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13507ابن مردويه nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر من طريق
جويبر عن
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : «سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=84وآتيناه إلخ قال : رد الله تعالى امرأته إليه وزاد في شبابها حتى ولدت له ستا وعشرين ذكرا » فالمعنى على هذا آتيناه في الدنيا مثل أهله عددا مع زيادة مثل آخر ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة في الآية : إن الله تعالى أحيا له أولاده الذين هلكوا في بلائه وأوتي مثلهم في الدنيا ، والظاهر أن المثل من صلبه عليه السلام أيضا ، وقيل : كانوا نوافل وجاء في خبر أنه عليه السلام كان له أندران أندر للقمح وأندر للشعير فبعث الله تعالى سحابتين فأفرغت إحداهما في أندر القمح الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري وغيرهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=650270«بينما أيوب عليه السلام يغتسل عريانا خر عليه جراد من ذهب فجعل أيوب عليه السلام يحثي في ثوبه فناداه ربه سبحانه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى : قال : بلى وعزتك لكن لا غنى بي عن بركتك » ، وعاش عليه السلام بعد الخلاص من البلاء على ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما سبعين سنة ، ويظهر من هذا مع القول بأن عمره حين أصابه البلاء سبعون أن مدة عمره فوق ثلاث وتسعين بكثير ، ولما مات عليه السلام أوصى إلى ابنه حرمل كما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب ، والآية ظاهرة في أن الأهل ليس المرأة
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=84رحمة من عندنا وذكرى للعابدين أي وآتيناه ما ذكر لرحمتنا
أيوب عليه السلام وتذكرة لغيره من العابدين ليصبروا كما صبر فيثابوا كما أثيب ، فرحمة نصب على أنه مفعول له ( وللعابدين ) متعلق بذكرى ، وجوز أن يكون ( رحمة وذكرى ) تنازعا فيه على معنى
[ ص: 82 ] وآتيناه العابدين الذين من جملتهم
أيوب عليه السلام وذكرنا إياهم بالإحسان وعدم نسياننا لهم .
وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء نصب (رحمة ) على المصدر وهو كما ترى
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=19734_29676_31780_31906_33177_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=84فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ ثُمَّ كُسِيَ حُلَّةً وَجَلَسَ عَلَى مَكَانٍ مُشْرِفٍ وَلَمْ تَعْلَمِ امْرَأَتُهُ بِذَلِكَ فَأَدْرَكَتْهَا الرِّقَّةُ عَلَيْهِ فَقَالَتْ فِي نَفْسِهَا : هَبْ أَنَّهُ طَرَدَنِي أَفَأَتْرُكُهُ حَتَّى يَمُوتَ جُوعًا وَتَأْكُلَهُ السِّبَاعُ لَأَرْجِعَنَّ فَلَمَّا رَجَعَتْ مَا رَأَتْ تِلْكَ الْكُنَاسَةَ وَلَا تِلْكَ الْحَالَ فَجَعَلَتْ تَطُوفُ حَيْثُ الْكُنَاسَةُ وَتَبْكِي وَهَابَتْ صَاحِبَ الْحُلَّةِ أَنْ تَأْتِيَهُ وَتَسْأَلَهُ فَدَعَاهَا
أَيُّوبُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ : مَا تُرِيدِينَ يَا أَمَةَ اللَّهِ ؟ فَبَكَتْ وَقَالَتْ : أُرِيدُ ذَلِكَ الْمُبْتَلَى الَّذِي كَانَ مُلْقًى عَلَى الْكُنَاسَةِ قَالَ لَهَا : مَا كَانَ مِنْكِ ؟ فَبَكَتْ وَقَالَتْ : بَعْلِي قَالَ : أَتَعْرِفِينَهُ إِذَا رَأَيْتِهِ ؟ قَالَتْ : وَهَلْ يَخْفَى عَلَيَّ فَتَبَسَّمَ فَقَالَ : أَنَا ذَلِكَ فَعَرَفَتْهُ بِضَحِكِهِ فَاعْتَنَقَتْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=84وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ الظَّاهِرُ أَنَّهُ عَطْفٌ عَلَى (كَشَفْنَا ) فَيَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ دَاخِلًا مَعَهُ فِي حَيِّزِ تَفْصِيلِ اسْتِجَابَةِ الدُّعَاءِ ، وَفِيهِ خَفَاءٌ لِعَدَمِ ظُهُورِ كَوْنِ الْإِتْيَانِ الْمَذْكُورِ مَدْعُوًّا بِهِ وَإِذَا عُطِفَ عَلَى (اسْتَجَبْنَا ) لَا يَلْزَمُ ذَلِكَ ، وَقَدْ سُئِلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ ، أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13507ابْنُ مَرْدُوَيْهِ nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ طَرِيقِ
جُوَيْبَرَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكِ عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ : «سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=84وَآتَيْنَاهُ إِلَخْ قَالَ : رَدَّ اللَّهُ تَعَالَى امْرَأَتَهُ إِلَيْهِ وَزَادَ فِي شَبَابِهَا حَتَّى وَلَدَتْ لَهُ سِتًّا وَعِشْرِينَ ذَكَرًا » فَالْمَعْنَى عَلَى هَذَا آتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا مِثْلَ أَهْلِهِ عَدَدًا مَعَ زِيَادَةِ مِثْلٍ آخَرَ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودَ nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ فِي الْآيَةِ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَحْيَا لَهُ أَوْلَادَهُ الَّذِينَ هَلَكُوا فِي بَلَائِهِ وَأُوتِيَ مِثْلُهُمْ فِي الدُّنْيَا ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمِثْلَ مِنْ صُلَبِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَيْضًا ، وَقِيلَ : كَانُوا نَوَافِلَ وَجَاءَ فِي خَبَرٍ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ لَهُ أَنْدَرَانِ أَنْدَرُ لِلْقَمْحِ وَأَنْدَرُ لِلشَّعِيرِ فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى سَحَابَتَيْنِ فَأَفْرَغَتْ إِحْدَاهُمَا فِي أَنْدَرِ الْقَمْحِ الذَّهَبَ حَتَّى فَاضَ وَأَفْرَغَتِ الْأُخْرَى فِي أَنْدَرِ الشَّعِيرِ الْوَرِقَ حَتَّى فَاضَ ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=12070وَالْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُمَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=650270«بَيْنَمَا أَيُّوبُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا خَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ فَجَعَلَ أَيُّوبُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَحْثِي فِي ثَوْبِهِ فَنَادَاهُ رَبُّهُ سُبْحَانَهُ يَا أَيُّوبُ أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى : قَالَ : بَلَى وَعِزَّتِكَ لَكِنْ لَا غِنَى بِي عَنْ بَرَكَتِكَ » ، وَعَاشَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ الْخَلَاصِ مِنَ الْبَلَاءِ عَلَى مَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا سَبْعِينَ سَنَةً ، وَيَظْهَرُ مِنْ هَذَا مَعَ الْقَوْلِ بِأَنَّ عُمْرَهُ حِينَ أَصَابَهُ الْبَلَاءُ سَبْعُونَ أَنَّ مُدَّةَ عُمْرِهِ فَوْقَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ بِكَثِيرٍ ، وَلَمَّا مَاتَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَوْصَى إِلَى ابْنِهِ حَرْمَلَ كَمَا رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبٍ ، وَالْآيَةُ ظَاهِرَةٌ فِي أَنَّ الْأَهْلَ لَيْسَ الْمَرْأَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=84رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ أَيْ وَآتَيْنَاهُ مَا ذُكِرَ لِرَحْمَتِنَا
أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَتَذْكِرَةً لِغَيْرِهِ مِنَ الْعَابِدِينَ لِيَصْبِرُوا كَمَا صَبَرَ فَيُثَابُوا كَمَا أُثِيبَ ، فَرَحْمَةً نُصِبَ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ لَهُ ( وَلِلْعَابِدِينَ ) مُتَعَلِّقٌ بِذِكْرَى ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ ( رَحْمَةً وَذِكْرَى ) تَنَازُعًا فِيهِ عَلَى مَعْنَى
[ ص: 82 ] وَآتَيْنَاهُ الْعَابِدِينَ الَّذِينَ مِنْ جُمْلَتِهِمْ
أَيُّوبُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَذِكْرِنَا إِيَّاهُمْ بِالْإِحْسَانِ وَعَدَمِ نِسْيَانِنَا لَهُمْ .
وَجَوَّزَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ نَصْبَ (رَحْمَةً ) عَلَى الْمَصْدَرِ وَهُوَ كَمَا تَرَى