وقوله سبحانه :
nindex.php?page=treesubj&link=28723_31976_32065_33177_34513_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=89وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=90فاستجبنا له ووهبنا له يحيى [الأنبياء : 90] إذ لم يكن سؤال
نوح عليه السلام بطريق الإيماء مع أنه قال تعالى في قصته
[ ص: 86 ] nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=76فنجيناه بالفاء
وزكريا عليه السلام لم يصدر منه ما يعد ذنبا بالنسبة إليه ليتلطف في سؤال عدم المؤاخذة مع أنه قال سبحانه في قصته
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=90ووهبنا بالواو فلا بد حينئذ من بيان نكتة غير ما ذكر للتعبير في كل موضع من هذين الموضعين بما عبر ، وسيأتي إن شاء الله تعالى ما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14589الشهاب في الآية الأخيرة ، وربما يقال : إنه جيء بالفاء التفصيلية في قصتي
نوح وأيوب عليهما السلام اعتناء بشأن الاستجابة لمكان الإجمال والتفصيل لعظم ما كانا فيه وتفاقمه جدا ، ألا ترى كيف يضرب المثل ببلاء
أيوب عليه السلام حيث كان في النفس والأهل والمال واستمر إلى ما شاء الله تعالى وكيف وصف الله تعالى ما نجى الله سبحانه منه نوحا عليه السلام حيث قال عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=76فنجيناه وأهله من الكرب العظيم ولا كذلك ما كان فيه
ذو النون وزكريا عليهما السلام بالنسبة إلى ذلك فلذا جيء في آيتيهما بالواو وهي وإن جاءت للتفسير لكن مجيء الفاء لذلك أكثر . ولا يبعد عندي ما ذكره
الخفاجي في هذه الآية من كون الاستجابة عبارة عن قبول توبته عليه السلام والتنجية زيادة إحسان على مطلوبه ويقال فيما سيأتي ما ستسمعه إن شاء الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=88وكذلك أي مثل ذلك الإنجاء الكامل
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=88ننجي المؤمنين من غموم دعوا الله تعالى فيها بالإخلاص لا إنجاء أدنى منه .
وقرأ
الجحدري ( ننجي ) مشددا مضارع نجى . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر nindex.php?page=showalam&ids=11948وأبو بكر ( نجي ) بنون واحدة مضمومة وتشديد الجيم وإسكان الياء ، واختار
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة هذه القراءة على القراءة بنونين لكونها أوفق بالرسم العثماني لما أنه بنون واحدة ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12095أبو علي في الحجة : روي عن
أبي عمر و ( نجي ) بالإدغام والنون لا تدغم في الجيم وإنما أخفيت لأنها ساكنة تخرج من الخياشيم فحذفت من الكتاب وهي في اللفظ ، ومن قال : تدغم فقد غلط لأن هذه النون تخفى مع حروف الفم وتسمى الأحرف الشجرية وهي الجيم والشين والضاد وتبيينها لحن فلما أخفي ظن السامع أنه مدغم انتهى .
وقال
أبو الفتح ابن جني : أصله ( ننجي ) كما في قراءة
الجحدري فحذفت النون الثانية لتوالي المثلين والأخرى جيء بها لمعنى والثقل إنما حصل بالثانية وذلك كما حذفت التاء الثانية في
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=4تظاهرون [الأحزاب : 4] ولا يضر كونها أصلية وكذا لا يضر عدم اتحاد حركتها مع حركة النون الأولى فإن الداعي إلى الحذف اجتماع المثلين مع تعذر الإدغام فقول
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبي البقاء : إن هذا التوجيه ضعيف لوجهين ، أحدهما أن النون الثانية أصل وهي فاء الكلمة فحذفها يبعد جدا ، والثاني أن حركتها غير حركة النون الأولى فلا يستثقل الجمع بينهما بخلاف ( تظاهرون ) ليس في حيز القبول ، وإنما امتنع الحذف في
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=16تتجافى [السجدة : 16] لخوف اللبس بالماضي بخلاف ما نحن فيه لأنه لو كان ماضيا لم يسكن آخره ، وكونه سكن تخفيفا خلاف الظاهر ، وقيل هو فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله وسكنت الياء للتخفيف كما في قراءة من قرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=278وذروا ما بقي من الربا [البقرة : 278] وقوله :
هو الخليفة فارضوا ما رضي لكم ماضي العزيمة ما في حكمه جنف
ونائب الفاعل ضمير المصدر
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35والمؤمنين مفعول به ، وقد أجاز قيام المصدر مقام الفاعل مع وجود المفعول به
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش والكوفيون
وأبو عبيد ، وخرجوا على ذلك قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبي جعفر nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=14ليجزي قوما [الجاثية : 14] وقوله :
ولو ولدت فقيرة جرو كلب لسب بذلك الكلب الكلابا
[ ص: 87 ] والمشهور عن البصريين أنه متى وجد المفعول به لم يقم غيره مقام الفاعل ، وقيل إن ( المؤمنين ) منصوب بإضمار فعل أي وكذلك نجي هو أي الانجاء ننجي المؤمنين ، وقيل هو منصوب بضمير المصدر والكل كما ترى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=89وزكريا أي واذكر خبره عليه السلام
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=89إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا أي وحيدا بلا ولد يرثني كما يشعر به التذييل بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=89وأنت خير الوارثين ولو كان المراد بلا ولد يصاحبني ويعاونني لقيل وأنت خير المعينين ، والمراد بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=89وأنت خير الوارثين وأنت خير حي يبقى بعد ميت ، وفيه مدح له تعالى بالبقاء وإشارة إلى فناء من سواه من الأحياء ، وفي ذلك استمطار لسحائب لطفه عز وجل ، وقيل أراد بذلك رد الأمر إليه سبحانه كأنه قال : إن لم ترزقني ولدا يرثني فأنت خير وارث فحسبي أنت .
واعترض بأنه لا يناسب مقام الدعاء إذ من آداب الداعي أن يدعو بجد واجتهاد وتصميم منه .
ففي الصحيحين عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=661846«إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت ارحمني إن شئت ارزقني إن شئت ليعزم مسألته فإن الله تعالى يفعل ما يشاء لا مكره له» .
وفي رواية في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم «ولكن ليعزم المسألة وليعزم الرغبة فإن الله تعالى لا يتعاظمه شيء أعطاه» ويمكن أن يقال : ليس هذا من قبيل ارزقني إن شئت إذ ليس المقصود منه إلا إظهار الرضا والاعتماد على الله عز وجل لو لم يجب دعاءه وليس المقصود من ارزقني إن شئت ذلك فتأمل .
وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28723_31976_32065_33177_34513_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=89وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=90فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى [الْأَنْبِيَاءَ : 90] إِذْ لَمْ يَكُنْ سُؤَالُ
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِطَرِيقِ الْإِيمَاءِ مَعَ أَنَّهُ قَالَ تَعَالَى فِي قِصَّتِهِ
[ ص: 86 ] nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=76فَنَجَّيْنَاهُ بِالْفَاءِ
وَزَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَصْدُرْ مِنْهُ مَا يُعَدُّ ذَنْبًا بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ لِيَتَلَطَّفَ فِي سُؤَالِ عَدَمِ الْمُؤَاخَذَةِ مَعَ أَنَّهُ قَالَ سُبْحَانَهُ فِي قِصَّتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=90وَوَهَبْنَا بِالْوَاوِ فَلَا بُدَّ حِينَئِذٍ مِنْ بَيَانِ نُكْتَةٍ غَيْرِ مَا ذَكَرَ لِلتَّعْبِيرِ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ مِنْ هَذَيْنِ الْمَوْضِعَيْنِ بِمَا عَبَّرَ ، وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى مَا ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14589الشِّهَابُ فِي الْآيَةِ الْأَخِيرَةِ ، وَرُبَّمَا يُقَالُ : إِنَّهُ جِيءَ بِالْفَاءِ التَّفْصِيلِيَّةِ فِي قِصَّتَيْ
نُوحٍ وَأَيُّوبَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ اعْتِنَاءً بِشَأْنِ الِاسْتِجَابَةِ لِمَكَانِ الْإِجْمَالِ وَالتَّفْصِيلِ لِعِظَمِ مَا كَانَا فِيهِ وَتَفَاقُمِهِ جِدًّا ، أَلَا تَرَى كَيْفَ يُضْرَبُ الْمَثَلُ بِبَلَاءِ
أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَيْثُ كَانَ فِي النَّفْسِ وَالْأَهْلِ وَالْمَالِ وَاسْتَمَرَّ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَكَيْفَ وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى مَا نَجَّى اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْهُ نُوحًا عَلَيْهِ السَّلَامُ حَيْثُ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=76فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ وَلَا كَذَلِكَ مَا كَانَ فِيهِ
ذُو النُّونِ وَزَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا السَّلَامُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى ذَلِكَ فَلِذَا جِيءَ فِي آيَتَيْهِمَا بِالْوَاوِ وَهِيَ وَإِنْ جَاءَتْ لِلتَّفْسِيرِ لَكِنَّ مَجِيءَ الْفَاءِ لِذَلِكَ أَكْثَرُ . وَلَا يَبْعُدُ عِنْدِي مَا ذَكَرَهُ
الْخَفَاجِيُّ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مِنْ كَوْنِ الِاسْتِجَابَةِ عِبَارَةً عَنْ قَبُولِ تَوْبَتِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَالتَّنْجِيَةُ زِيَادَةُ إِحْسَانٍ عَلَى مَطْلُوبِهِ وَيُقَالُ فِيمَا سَيَأْتِي مَا سَتَسْمَعُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=88وَكَذَلِكَ أَيْ مِثْلُ ذَلِكَ الْإِنْجَاءِ الْكَامِلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=88نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ مِنْ غُمُومٍ دَعَوُا اللَّهَ تَعَالَى فِيهَا بِالْإِخْلَاصِ لَا إِنْجَاءَ أَدْنَى مِنْهُ .
وَقَرَأَ
الْجَحْدَرِيُّ ( نُنَجِّي ) مُشَدَّدًا مُضَارِعُ نَجَّى . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابْنُ عَامِرٍ nindex.php?page=showalam&ids=11948وَأَبُو بَكْرٍ ( نُجِّي ) بِنُونٍ وَاحِدَةٍ مَضْمُومَةٍ وَتَشْدِيدِ الْجِيمِ وَإِسْكَانِ الْيَاءِ ، وَاخْتَارَ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ عَلَى الْقِرَاءَةِ بِنُونَيْنِ لِكَوْنِهَا أَوْفَقَ بِالرَّسْمِ الْعُثْمَانِيِّ لِمَا أَنَّهُ بِنُونٍ وَاحِدَةٍ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12095أَبُو عَلِيٍّ فِي الْحُجَّةِ : رُوِيَ عَنْ
أَبِي عَمْرٍ و ( نُجِي ) بِالْإِدْغَامِ وَالنُّونُ لَا تُدْغَمُ فِي الْجِيمِ وَإِنَّمَا أُخْفِيَتْ لِأَنَّهَا سَاكِنَةٌ تَخْرُجُ مِنَ الْخَيَاشِيمِ فَحُذِفَتْ مِنَ الْكِتَابِ وَهِيَ فِي اللَّفْظِ ، وَمَنْ قَالَ : تُدْغَمُ فَقَدْ غَلَطَ لِأَنَّ هَذِهِ النُّونَ تُخْفَى مَعَ حُرُوفِ الْفَمِ وَتُسَمَّى الْأَحْرُفُ الشَّجَرِيَّةُ وَهِيَ الْجِيمُ وَالشِّينُ وَالضَّادُ وَتَبْيِينُهَا لَحْنٌ فَلَمَّا أُخْفِي ظَنَّ السَّامِعُ أَنَّهُ مُدْغَمٌ انْتَهَى .
وَقَالَ
أَبُو الْفَتْحِ ابْنِ جِنِّي : أَصْلُهُ ( نُنْجِي ) كَمَا فِي قِرَاءَةِ
الْجَحْدَرِيِّ فَحُذِفَتِ النُّونُ الثَّانِيَةُ لِتَوَالِي الْمِثْلَيْنِ وَالْأُخْرَى جِيءَ بِهَا لِمَعْنًى وَالثِّقَلُ إِنَّمَا حَصَلَ بِالثَّانِيَةِ وَذَلِكَ كَمَا حُذِفَتِ التَّاءُ الثَّانِيَةُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=4تُظَاهِرُونَ [الْأَحْزَابَ : 4] وَلَا يَضُرُّ كَوْنُهَا أَصْلِيَّةً وَكَذَا لَا يَضُرُّ عَدَمُ اتِّحَادِ حَرَكَتِهَا مَعَ حَرَكَةِ النُّونِ الْأُولَى فَإِنَّ الدَّاعِيَ إِلَى الْحَذْفِ اجْتِمَاعُ الْمِثْلَيْنِ مَعَ تَعَذُّرِ الْإِدْغَامِ فَقَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبِي الْبَقَاءِ : إِنَّ هَذَا التَّوْجِيهَ ضَعِيفٌ لِوَجْهَيْنِ ، أَحَدُهُمَا أَنَّ النُّونَ الثَّانِيَةَ أَصْلٌ وَهِيَ فَاءُ الْكَلِمَةِ فَحَذْفُهَا يَبْعُدُ جِدًّا ، وَالثَّانِي أَنَّ حَرَكَتَهَا غَيْرُ حَرَكَةِ النُّونِ الْأُولَى فَلَا يُسْتَثْقَلُ الْجَمْعُ بَيْنَهُمَا بِخِلَافِ ( تُظَاهِرُونَ ) لَيْسَ فِي حَيِّزِ الْقَبُولِ ، وَإِنَّمَا امْتَنَعَ الْحَذْفُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=16تَتَجَافَى [السَّجْدَةَ : 16] لِخَوْفِ اللَّبْسِ بِالْمَاضِي بِخِلَافِ مَا نَحْنُ فِيهِ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ مَاضِيًا لَمْ يَسْكُنْ آخِرُهُ ، وَكَوْنُهُ سَكَنَ تَخْفِيفًا خِلَافُ الظَّاهِرِ ، وَقِيلَ هُوَ فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ وَسَكَنَتِ الْيَاءُ لِلتَّخْفِيفِ كَمَا فِي قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=278وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا [الْبَقَرَةَ : 278] وَقَوْلِهِ :
هُوَ الْخَلِيفَةُ فَارْضَوْا مَا رَضِيَ لَكُمْ مَاضِي الْعَزِيمَةِ مَا فِي حُكْمِهِ جَنَفُ
وَنَائِبُ الْفَاعِلِ ضَمِيرُ الْمَصْدَرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35وَالْمُؤْمِنِينَ مَفْعُولٌ بِهِ ، وَقَدْ أَجَازَ قِيَامَ الْمَصْدَرِ مَقَامَ الْفَاعِلِ مَعَ وُجُودِ الْمَفْعُولِ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشُ وَالْكُوفِيُّونَ
وَأَبُو عُبَيْدٍ ، وَخَرَّجُوا عَلَى ذَلِكَ قِرَاءَةَ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أَبِي جَعْفَرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=14لِيَجْزِيَ قَوْمًا [الْجَاثِيَةَ : 14] وَقَوْلَهُ :
وَلَوْ وَلَدَتْ فَقِيرَةٌ جَرْوَ كَلْبٍ لَسُبَّ بِذَلِكَ الْكَلْبِ الْكِلَابَا
[ ص: 87 ] وَالْمَشْهُورُ عَنِ الْبَصْرِيِّينَ أَنَّهُ مَتَى وُجِدَ الْمَفْعُولُ بِهِ لَمْ يَقُمْ غَيْرُهُ مَقَامَ الْفَاعِلِ ، وَقِيلَ إِنَّ ( الْمُؤْمِنِينَ ) مَنْصُوبٌ بِإِضْمَارِ فِعْلٍ أَيْ وَكَذَلِكَ نُجِّيَ هُوَ أَيِ الِانْجَاءُ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ، وَقِيلَ هُوَ مَنْصُوبٌ بِضَمِيرِ الْمَصْدَرِ وَالْكُلُّ كَمَا تَرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=89وَزَكَرِيَّا أَيْ وَاذْكُرْ خَبَرَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=89إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا أَيْ وَحِيدًا بِلَا وَلَدٍ يَرِثُنِي كَمَا يُشْعِرُ بِهِ التَّذْيِيلُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=89وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ وَلَوْ كَانَ الْمُرَادُ بِلَا وَلَدٍ يُصَاحِبُنِي وَيُعَاوِنُنِي لَقِيلَ وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُعِينِينَ ، وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=89وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ وَأَنْتَ خَيْرُ حَيٍّ يَبْقَى بَعْدَ مَيِّتٍ ، وَفِيهِ مَدْحٌ لَهُ تَعَالَى بِالْبَقَاءِ وَإِشَارَةٌ إِلَى فَنَاءِ مَنْ سِوَاهُ مِنَ الْأَحْيَاءِ ، وَفِي ذَلِكَ اسْتِمْطَارٌ لِسَحَائِبِ لُطْفِهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَقِيلَ أَرَادَ بِذَلِكَ رَدَّ الْأَمْرِ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ كَأَنَّهُ قَالَ : إِنْ لَمْ تَرْزُقْنِي وَلَدًا يَرِثُنِي فَأَنْتَ خَيْرُ وَارِثٍ فَحَسْبِي أَنْتَ .
وَاعْتُرِضَ بِأَنَّهُ لَا يُنَاسِبُ مَقَامَ الدُّعَاءِ إِذْ مِنْ آدَابِ الدَّاعِي أَنْ يَدْعُوَ بِجِدٍّ وَاجْتِهَادٍ وَتَصْمِيمٍ مِنْهُ .
فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=661846«إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلَا يَقُلِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ ارْزُقْنِي إِنْ شِئْتَ لِيَعْزِمْ مَسْأَلَتَهُ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ لَا مُكْرِهَ لَهُ» .
وَفِي رِوَايَةٍ فِي صَحِيحِ nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ «وَلَكِنْ لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ وَلْيَعْزِمِ الرَّغْبَةَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ» وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ : لَيْسَ هَذَا مِنْ قَبِيلِ ارْزُقْنِي إِنْ شِئْتَ إِذْ لَيْسَ الْمَقْصُودُ مِنْهُ إِلَّا إِظْهَارَ الرِّضَا وَالِاعْتِمَادَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَوْ لَمْ يُجِبْ دُعَاءَهُ وَلَيْسَ الْمَقْصُودُ مِنَ ارْزُقْنِي إِنْ شِئْتَ ذَلِكَ فَتَأَمَّلْ .