(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=55إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=56الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=57فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=58وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ )
قَوْلُهُ تَعَالَى :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=55إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=56الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ ) .
اعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا وَصَفَ كُلَّ الْكُفَّارِ بِقَوْلِهِ :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=54وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ ) أَفْرَدَ بَعْضَهُمْ بِمَزِيَّةٍ فِي الشَّرِّ وَالْعِنَادِ ، فَقَالَ :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=55nindex.php?page=treesubj&link=28979إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ ) أَيْ فِي حُكْمِهِ وَعِلْمِهِ مَنْ حَصَلَتْ لَهُ صِفَتَانِ :
[ ص: 146 ] الصِّفَةُ الْأُولَى : الْكَافِرُ الَّذِي يَكُونُ مُسْتَمِرًّا عَلَى كُفْرِهِ مُصِرًّا عَلَيْهِ لَا يَتَغَيَّرُ عَنْهُ الْبَتَّةَ .
الصِّفَةُ الثَّانِيَةُ : أَنْ يَكُونَ نَاقِضًا لِلْعَهْدِ عَلَى الدَّوَامِ فَقَوْلُهُ :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=56الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ) بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=55الَّذِينَ كَفَرُوا ) أَيِ الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَهُمْ شَرُّ الدَّوَابِّ وَقَوْلُهُ :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=56مِنْهُمْ ) لِلتَّبْعِيضِ فَإِنَّ الْمُعَاهَدَةَ إِنَّمَا تَكُونُ مَعَ أَشْرَافِهِمْ ،
nindex.php?page=treesubj&link=28979وَقَوْلُهُ :( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=56ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ ) قَالَ أَهْلُ الْمَعَانِي : إِنَّمَا عُطِفَ الْمُسْتَقْبَلُ عَلَى الْمَاضِي لِبَيَانِ أَنَّ مِنْ شَأْنِهِمْ نَقْضَ الْعَهْدِ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هُمْ
قُرَيْظَةُ فَإِنَّهُمْ نَقَضُوا عَهْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعَانُوا عَلَيْهِ الْمُشْرِكِينَ بِالسِّلَاحِ فِي يَوْمِ
بَدْرٍ ، ثُمَّ قَالُوا : أَخْطَأْنَا فَعَاهَدَهُمْ مَرَّةً أُخْرَى فَنَقَضُوهُ أَيْضًا يَوْمَ
الْخَنْدَقِ ، وَقَوْلُهُ :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=56وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ ) مَعْنَاهُ أَنَّ عَادَةَ مَنْ رَجَعَ إِلَى عَقْلٍ وَحَزْمٍ أَنْ يَتَّقِيَ نَقْضَ الْعَهْدِ حَتَّى يَسْكُنَ النَّاسُ إِلَى قَوْلِهِ وَيَثِقُوا بِكَلَامِهِ ، فَبَيَّنَ تَعَالَى أَنَّ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ الْكُفْرِ الدَّائِمِ وَبَيْنَ نَقْضِ الْعَهْدِ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ كَانَ شَرَّ الدَّوَابِّ .