الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        141 - وقد روى مالك عن نافع ، عن ابن عمر أنه كان يرفع يديه في الإحرام حذو منكبيه وفي غير الإحرام دون ذلك قليلا .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        4341 - وكل ذلك واسع حسن ، وابن عمر روى الحديث وهو أعلم بمخرجه وتأويله . وكل ذلك معمول عند العلماء به .

                                                                                                                        4342 - وأما قوله في الحديث : وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك ، وقال : " سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد " - فإن أهل العلم اختلفوا في الإمام ; هل يقول : سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ، أم يقتصر على " سمع الله لمن حمده " فقط ؟

                                                                                                                        4343 - فذهب مالك ، وأبو حنيفة ، ومن قال بقولهما - إلى أن الإمام يقول : سمع [ ص: 111 ] الله لمن حمده ، لا غير .

                                                                                                                        4344 - وحجتهم حديث الزهري عن أنس ، عن النبي - عليه السلام - قوله في الإمام : " وإذا ركع فاركعوا ، وإذا رفع فارفعوا ، وإذا قال : سمع الله لمن حمده - فقولوا : ربنا ولك الحمد " .

                                                                                                                        4345 - فقصر الإمام على قول : سمع الله لمن حمده ، والمأموم على قول : ربنا ولك الحمد .

                                                                                                                        4346 - وقال الشافعي ، وأبو يوسف ، ومحمد بن الحسن ، وجماعة من أهل الحديث - يقول الإمام : سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد .

                                                                                                                        4347 - وقال مالك : يقولها المنفرد .

                                                                                                                        4348 - وحجتهم في ذلك حديث ابن عمر هذا المذكور في هذا الباب ، وفيه أن [ ص: 112 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد " ، وما كان مثله .

                                                                                                                        4349 - وممن روى عن النبي - عليه السلام - أنه كان يقول : سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ، كما روى ابن عمر - أبو هريرة من حديث ابن شهاب ، عن أبي بكر ، عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وعن أبي سلمة ، عن أبي هريرة . ومن حديث أبي سعيد المقبري ، عن أبي هريرة .

                                                                                                                        4350 - ورواه أبو سعيد الخدري ، وعبد الله بن أبي أوفى ، كلهم عن النبي - عليه السلام - أنه كان يقول : " سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد " .

                                                                                                                        [ ص: 113 ] 4351 - وكان أبو هريرة يفتي به ، ويعمل ; روى ابن عيينة ، عن أيوب السختياني ، عن عبد الرحمن الأعرج قال : سمعت أبا هريرة - يؤم الناس - إذا قال : سمع الله لمن حمده قال : ربنا ولك الحمد .

                                                                                                                        4352 - وأما المأموم فقال مالك ، وأبو حنيفة ، وأصحابهما ، والثوري : لا يقول المأموم : سمع الله لمن حمده ، وإنما يقول : ربنا ولك الحمد ، فقط .

                                                                                                                        4353 - وقال الشافعي : يقول المأموم : سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ، كما يقول الإمام والمنفرد ; تأسيا بفعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقتداء بفعل إمامه .

                                                                                                                        4354 - وفي حديث ابن شهاب عن أنس حجة لمالك في المأموم والإمام . وسيأتي في موضعه ، إن شاء الله .

                                                                                                                        4355 - ولم يذكر مالك في هذا الباب - وهو باب افتتاح الصلاة - شيئا من الذكر للاستفتاح غير التكبير . ومذهبه التكبير والقراءة متصلة به ، ليس بينهما تعوذ ، ولا ذكر بتوجيه ، ولا غيره . ونبين ذلك فيما بعد ، إن شاء الله .




                                                                                                                        الخدمات العلمية