الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [6 - 9] ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون

                                                                                                                                                                                                                                      ذلك أي: المدبر: عالم الغيب أي: ما غاب عن العباد، وما يكون: والشهادة أي: ما علمه العباد، وما كان: العزيز أي: الغالب على أمره: الرحيم أي: بالعباد في تدبره: الذي أحسن كل شيء خلقه أي: أحكم خلق كل شيء; لأنه ما من شيء خلقه إلا وهو مرتب على ما اقتضته الحكمة: وبدأ خلق الإنسان يعني آدم: من طين ثم جعل [ ص: 4812 ] نسله أي: ذريته: من سلالة أي: من نطفة: من ماء مهين أي: ضعيف ممتهن، والسلالة الخلاصة، وأصلها ما يسل ويخلص بالتصفية: ثم سواه أي: قومه في بطن أمه: ونفخ فيه من روحه أي: جعل الروح فيه، وأضافه إلى نفسه تشريفا له: وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة أي: خلق لكم هذه المشاعر، لتدركوا بها الحق والهدى: قليلا ما تشكرون أي: بأن تصرفوها إلى ما خلقت له.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية