nindex.php?page=treesubj&link=30614_31843_31847_32016_28996nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=38وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا ؛
[ ص: 5281 ] nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=38وعادا ؛ معطوفة على " قوم نوح " ؛
وعاد هم قوم
هود؛ الذين كفروا؛ فأنزل الله بهم عذابه في الدنيا بريح فيه عذاب شديد؛ كما قال (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم وثمود هم قوم
صالح؛ أهلكوا بريح صرصر عاتية.
وأما أصحاب الرس؛ فقد اختلفت الروايات عن السلف في تفسيرها؛ أو من هم؛ وأصل " الرس " ؛ كما قال
الأصفهاني؛ في مفرداته: الأثر القليل الموجود في الشيء؛ يقال: " سمعت رسا من خبر " ؛ و " رس الحديث في نفسي " ؛ أي: أثره؛ وروي أن
الرس اسم لبئر؛ وهكذا وردت روايات كثيرة عن أصحاب
الرس؛ وأحسن ما روي في ذلك روايتان؛ هما أن أصحاب الرس وأصحاب الأيكة هم قوم
شعيب الذين دعاهم إلى التوحيد؛ ومبادئ الأخلاق؛ وتنظيم المعاملة والعدالة في الكيل والميزان؛ والثانية ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير واختاره؛ وهم أصحاب الأخدود؛ الذين هلكوا بإلقائهم في أخاديد ألقيت فيها النيران؛ وأصحاب الأخدود الذين هلكوا هم الذين فعلوا بالمؤمنين ذلك؛ كما جاء في سورة " البروج " ؛ في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=1والسماء ذات البروج nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=2واليوم الموعود nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=3وشاهد ومشهود nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=4قتل أصحاب الأخدود nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=5النار ذات الوقود nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=6إذ هم عليها قعود nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=7وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=8وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد
وإن هؤلاء قد بلغوا أقصى غايات القسوة في معاملة المؤمنين؛ وقد أخذهم الله (تعالى) أخذ عزيز مقتدر؛ وذكرهم في هذه المناسبة لبيان عتوهم؛ وأنهم قد انتقم منهم؛ كما انتقم من
فرعون؛ وكما ينتقم من كل المشركين؛ وإنا نميل إلى الرواية الأولى؛ وهي أنهم قوم
شعيب; لأن سنة القرآن الكريم في قصصه أن يعرض قصة
شعيب بعد
عاد وثمود؛ فبمقتضى هذا المنهاج القويم نميل إلى أنه - سبحانه وتعالى - أشار إلى قصة
شعيب بهذه الإشارة.
[ ص: 5282 ] الإشارة في قوله (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=38وقرونا بين ذلك ؛ إلى الزمن الذي كان بين
نوح وعاد وثمود وأصحاب
الرس؛ و " القرن " ؛ هو الجيل من الناس؛ أي أن أجيالا بين هؤلاء الأنبياء كثيرا كانت فيها العبر؛ ولكن قل المعتبر؛ و " كثيرا " ؛ وصف لمحذوف؛ تقديره: " عددا " ؛ أو وصف لـ " قرونا " ؛ نفسها.
nindex.php?page=treesubj&link=30614_31843_31847_32016_28996nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=38وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا ؛
[ ص: 5281 ] nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=38وَعَادًا ؛ مَعْطُوفَةٌ عَلَى " قَوْمَ نُوحٍ " ؛
وَعَادٌ هُمْ قَوْمُ
هُودٍ؛ الَّذِينَ كَفَرُوا؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ بِهِمْ عَذَابَهُ فِي الدُّنْيَا بِرِيحٍ فِيهِ عَذَابٌ شَدِيدٌ؛ كَمَا قَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ وَثَمُودُ هُمْ قَوْمُ
صَالِحٍ؛ أُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ.
وَأَمَّا أَصْحَابُ الرَّسِّ؛ فَقَدِ اخْتَلَفَتِ الرِّوَايَاتُ عَنِ السَّلَفِ فِي تَفْسِيرِهَا؛ أَوْ مَنْ هُمْ؛ وَأَصْلُ " اَلرَّسِّ " ؛ كَمَا قَالَ
الْأَصْفَهَانِيُّ؛ فِي مُفْرَدَاتِهِ: اَلْأَثَرُ الْقَلِيلُ الْمَوْجُودُ فِي الشَّيْءِ؛ يُقَالُ: " سَمِعْتُ رَسًّا مِنْ خَبَرٍ " ؛ وَ " رَسُّ الْحَدِيثِ فِي نَفْسِي " ؛ أَيْ: أَثَرُهُ؛ وَرُوِيَ أَنَّ
الرَّسَّ اسْمٌ لِبِئْرٍ؛ وَهَكَذَا وَرَدَتْ رِوَايَاتٌ كَثِيرَةٌ عَنْ أَصْحَابِ
الرَّسِّ؛ وَأَحْسَنُ مَا رُوِيَ فِي ذَلِكَ رِوَايَتَانِ؛ هُمَا أَنَّ أَصْحَابَ الرَّسِّ وَأَصْحَابَ الْأَيْكَةِ هُمْ قَوْمُ
شُعَيْبٍ الَّذِينَ دَعَاهُمْ إِلَى التَّوْحِيدِ؛ وَمَبَادِئِ الْأَخْلَاقِ؛ وَتَنْظِيمِ الْمُعَامَلَةِ وَالْعَدَالَةِ فِي الْكَيْلِ وَالْمِيزَانِ؛ وَالثَّانِيَةُ مَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَاخْتَارَهُ؛ وَهُمْ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ؛ الَّذِينَ هَلَكُوا بِإِلْقَائِهِمْ فِي أَخَادِيدَ أُلْقِيَتْ فِيهَا النِّيرَانُ؛ وَأَصْحَابُ الْأُخْدُودِ الَّذِينَ هَلَكُوا هُمُ الَّذِينَ فَعَلُوا بِالْمُؤْمِنِينَ ذَلِكَ؛ كَمَا جَاءَ فِي سُورَةِ " اَلْبُرُوجِ " ؛ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=1وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=2وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=3وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=4قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=5النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=6إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=7وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=8وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
وَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ بَلَغُوا أَقْصَى غَايَاتِ الْقَسْوَةِ فِي مُعَامَلَةِ الْمُؤْمِنِينَ؛ وَقَدْ أَخَذَهُمُ اللَّهُ (تَعَالَى) أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ؛ وَذَكَرَهُمْ فِي هَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ لِبَيَانِ عُتُوِّهِمْ؛ وَأَنَّهُمْ قَدِ انْتَقَمَ مِنْهُمْ؛ كَمَا انْتَقَمَ مِنْ
فِرْعَوْنَ؛ وَكَمَا يَنْتَقِمُ مِنْ كُلِّ الْمُشْرِكِينَ؛ وَإِنَّا نَمِيلُ إِلَى الرِّوَايَةِ الْأُولَى؛ وَهِيَ أَنَّهُمْ قَوْمُ
شُعَيْبٍ; لِأَنَّ سُنَّةَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ فِي قَصَصِهِ أَنْ يَعْرِضَ قِصَّةَ
شُعَيْبٍ بَعْدَ
عَادٍ وَثَمُودَ؛ فَبِمُقْتَضَى هَذَا الْمِنْهَاجِ الْقَوِيمِ نَمِيلُ إِلَى أَنَّهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - أَشَارَ إِلَى قِصَّةِ
شُعَيْبٍ بِهَذِهِ الْإِشَارَةِ.
[ ص: 5282 ] اَلْإِشَارَةُ فِي قَوْلِهِ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=38وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ ؛ إِلَى الزَّمَنِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ
نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَأَصْحَابِ
الرَّسِّ؛ وَ " اَلْقَرْنُ " ؛ هُوَ الْجِيلُ مِنَ النَّاسِ؛ أَيْ أَنَّ أَجْيَالًا بَيْنَ هَؤُلَاءِ الْأَنْبِيَاءِ كَثِيرًا كَانَتْ فِيهَا الْعِبَرُ؛ وَلَكِنْ قَلَّ الْمُعْتَبِرُ؛ وَ " كَثِيرًا " ؛ وَصْفٌ لِمَحْذُوفِ؛ تَقْدِيرُهُ: " عَدَدًا " ؛ أَوْ وَصْفٌ لِـ " قُرُونًا " ؛ نَفْسِهَا.