الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 15 ] لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور .

                                                                                                                                                                                                                                      لقد كان لسبإ اسم لأبي قبيلة. وقد قرئ بمنع الصرف على أنه اسم لها: في مسكنهم أي: في مواضع سكناهم، وهي باليمن يقال لها: (مأرب) ، كمنزل من بلاد الأزد، في آخر جبال حضرموت ، وكانت في الزمن الأول قاعدة التبابعة، فإنها مدينة بلقيس ، بينها وبين صنعاء نحو أربع مراحل. وقرئ: { مساكنهم } : آية على قدرته تعالى ومجازاته المسيء: جنتان عن يمين وشمال أي: جماعتان من البساتين عن يمين بلدهم وشمالها، أو لكل واحد جنتان عن يمين مسكنه وشماله. قيل لهم: كلوا من رزق ربكم واشكروا له أي: بصرف ما أنعم به عليكم إلى ما خلق لأجله.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم بين ما يوجب الشكر المأمور به ، بقوله سبحانه: بلدة طيبة أي: لطيفة جميلة مباركة لا عاهة فيها: ورب غفور أي: لمن شكره.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية