الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها

                                          [3080] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها قال: هم المؤمنون، وسع الله عليهم أمر دينهم فقال الله: وما جعل عليكم في الدين من حرج وقال: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وقال: فاتقوا الله ما استطعتم

                                          [3081] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا مهران ، عن سفيان لا يكلف الله نفسا إلا وسعها قال: في شأن النفقة إلا ما استطاعت.

                                          [3082] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن كثير ، أنبأ همام ، قال: سأل رجل الحسن ، وأنا أسمع، فقال رجل: جعل على نفسه شيئا في نذر وهو لا يجده، فقال الحسن : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها

                                          قوله تعالى: إلا وسعها

                                          [3083] حدثنا أبي ، ثنا محمود بن غيلان ، ثنا عبدان بن عثمان بن جبلة ، ثنا [ ص: 578 ] عباد بن العوام ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عامر الشعبي لا يكلف الله نفسا إلا وسعها إلا ما عملت لها.

                                          والوجه الثاني:

                                          [3084] حدثنا أبي ، ثنا قبيصة ، ثنا سفيان ، عن موسى بن عبيدة ، عن خالد بن زيد ، عن محمد بن كعب القرظي لا يكلف الله نفسا إلا وسعها قال: فلم يكلفوا من العمل ما لم يطيقوا، وروي عن ابن حيان ، وأبي مالك ، والسدي ، وقتادة ، وزيد بن أسلم ، نحو ذلك.

                                          والوجه الثالث:

                                          [3085] حدثنا أبي ، ثنا سهل بن عثمان ، أنبأ ابن المبارك ، عن معمر ، أن عمر بن عبد العزيز كتب: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها مثله.

                                          ومثله عن عطاء في الرجل، لا يجد ما ينفق على أهله، ليس لها إلا ما وجد.

                                          والوجه الرابع:

                                          [3086] حدثنا أبي ، ثنا الحسن بن الزبرقان ، ثنا فضيل بن عياض ، عن سفيان الثوري في قوله: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها قال: أداء الفرائض.

                                          قوله: لها ما كسبت

                                          [3087] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن وهب بن عطية الدمشقي ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا القاسم بن هزان الخولاني ، حدثني الزهري ، حدثنا سعيد بن مرجانة قال: قال ابن عباس : فأنزل الله عز وجل: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت من العمل.

                                          [3088] حدثنا أبي ، ثنا قبيصة ، ثنا سفيان ، عن موسى بن عبيدة ، عن خالد بن زيد ، عن محمد بن كعب القرظي لها ما كسبت من خير.

                                          [3089] حدثنا أبي ، ثنا عارم ، ثنا هشيم ، ثنا سيار أبو الحكم ، عن الشعبي ، عن أبي عبيدة بن عبد الله في قول الله: وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله الآية، نسختها الآية التي بعدها: لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت

                                          [ ص: 579 ] قوله تعالى: وعليها ما اكتسبت من شر.

                                          [3090] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن وهب بن عطية الدمشقي، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا القاسم بن هزان ، حدثني الزهري ، حدثني سعيد بن مرجانة قال: قال ابن عباس : فأنزل الله وعليها ما اكتسبت من العمل.

                                          [3091] حدثنا أبي ، ثنا قبيصة ، ثنا سفيان ، عن موسى بن عبيدة ، عن خالد بن زيد ، عن محمد بن كعب القرظي وعليها ما اكتسبت بياض.

                                          قوله تعالى: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا

                                          [3092] حدثنا أبي ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا أبو بكر الهذلي ، عن شهر، عن أم الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تجاوز لأمتي عن ثلاث، عن الخطأ والنسيان والاستكراه ". قال أبو بكر : فذكرت ذلك للحسن فقال: أجل، ما تقرأ بذلك قرآنا؟ ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا

                                          [3093] حدثنا علي بن حرب الموصلي ، ثنا ابن فضيل ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا قال: لا أؤاخذكم.

                                          [3094] حدثنا الحسن بن محمد الصباح ، ثنا عفان ، ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ، ثنا العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه، عن أبي هريرة ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا قال: نعم.

                                          [3095] حدثنا علي بن حرب ، ثنا ابن فضيل ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا قال: لا أؤاخذكم.

                                          قوله تعالى: ربنا ولا تحمل علينا إصرا

                                          [3096] حدثنا علي بن حرب، ثنا ابن فضيل ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا قال ابن جبير : عن ابن عباس في قول الله: ولا تحمل علينا إصرا قال: ولا أحمل عليكم.

                                          وروي عن سعيد بن جبير ، مثل ذلك.

                                          [ ص: 580 ] [3097] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب ، أنبأ بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله: ولا تحمل علينا إصرا قال: عهدا.

                                          وروي عن مجاهد ، والسدي ، نحو ذلك. وروي عن الحسن ، والضحاك ، ومقاتل بن حيان قالوا: ميثاقا.

                                          والوجه الثاني:

                                          [3098] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن ، ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه، عن الربيع قوله: ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا يقول: التشديد الذي شددته على من كان قبلكم من أهل الكتاب.

                                          قوله تعالى: كما حملته على الذين من قبلنا

                                          [3099] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا عفان ، ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ، ثنا العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه، عن أبي هريرة ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا قال: نعم.

                                          [3100] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا ابن فضيل ، عن أشعث ، عن ابن سيرين ، قال: قال أبو هريرة لابن عباس : ما علينا من حرج أن نزني أو نسرق؟ قال: بلى. ولكن الإصر الذي على بني إسرائيل ، وضع عنكم.

                                          [3101] حدثنا أبي ، ثنا أبو موسى عمران بن موسى الطرسوسي ، ثنا أبو يزيد فيض بن إسحاق الرقي، قال: قال الفضيل في قوله: ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا قال: كان الرجل من بني إسرائيل إذا أذنب قيل له: توبتك أن تقتل نفسك، فيقتل نفسه فوضعت الآصار عن هذه الأمة.

                                          [3102] حدثنا أبو زرعة ، ثنا صفوان بن صالح ، ثنا الوليد ، ثنا بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان قوله: كما حملته على الذين من قبلنا كما حملته على اليهود والنصارى فأهلكتهم.

                                          قوله تعالى: ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به

                                          [3103] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن المنهال ، ثنا يزيد بن زريع ، عن روح بن [ ص: 581 ] القاسم ، عن العلاء ، عن أبيه، عن أبي هريرة ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به قال: نعم.

                                          وروى ابن عباس ، والضحاك ، ومحمد بن كعب ، والسدي قال: يقول الله عز وجل: قد فعلت وقال سعيد بن جبير : لا أحمله عليكم.

                                          [3104] حدثنا أبو زرعة ، ثنا صفوان بن صالح ، ثنا الوليد ، ثنا بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان في قول الله: ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به من العذاب، فتجعلنا كما جعلتهم قردة وخنازير، وتعذبنا كما عذبتهم. فقال جبريل: قد فعل ذلك، واستجيب لكم، وروي عن ابن جريج ، نحو ذلك.

                                          والوجه الثالث:

                                          [3105] حدثنا أبي ، ثنا عبد السلام بن محمد الحضرمي ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن ابن ثوبان ، عن أبيه، عن مكحول في قوله: ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به قال: الغربة والغلمة.

                                          [3106] حدثنا أبي ، ثنا عبد السلام بن محمد الحضرمي ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا ابن شعيب ، عن ابن ثوبان ، عن أبيه، عن مكحول ، قال: الإنعاظ.

                                          [3107] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، قال: زعم أسباط ، عن السدي قوله: ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به من التغليظ والأغلال التي كانت عليهم من التحريم.

                                          قوله تعالى: واعف عنا

                                          [3108] حدثنا علي بن حرب ، ثنا ابن فضيل ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قول الله تعالى: واعف عنا قال: قد عفوت عنكم، وروي عن أبي هريرة ، ومحمد بن كعب ، وسعيد بن جبير ، نحو ذلك.

                                          والوجه الثاني:

                                          [3109] حدثنا أبو زرعة ، ثنا صفوان ، ثنا الوليد ، ثنا بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان في قول الله: واعف عنا قال: عافنا من ذلك.

                                          [ ص: 582 ] قوله تعالى: واغفر لنا

                                          [3110] حدثنا علي بن حرب ، ثنا ابن فضيل ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قول الله: واغفر لنا قال: قد غفرت لكم، وروي عن أبي هريرة ، وسعيد بن جبير ، والسدي ، ومقاتل بن حيان ، نحو ذلك.

                                          قوله تعالى: وارحمنا أنت مولانا

                                          [3111] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن المنهال الضرير ، ثنا يزيد بن زريع ، ثنا روح بن القاسم ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه، عن أبي هريرة فأنزل الله: وارحمنا أنت مولانا قال: نعم.

                                          [3112] حدثنا أبي ، ثنا يحيى بن المغيرة ، أنبأ جرير ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير في قوله: وارحمنا قال: قد رحمتكم.

                                          وروي عن ابن عباس ، وعطاء الخراساني ، ومقاتل بن حيان ، والسدي ، نحو ذلك.

                                          قوله تعالى: فانصرنا على القوم الكافرين

                                          [3113] حدثنا علي بن حرب ، ثنا ابن فضيل ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله: فانصرنا على القوم الكافرين قال: قد نصرتم على القوم الكافرين، وروي عن أبي هريرة ، وسعيد بن جبير ، ومحمد بن كعب ، والضحاك نحو ذلك.

                                          آخر تفسير سورة البقرة

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية