الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر البيان بأن من طال عمره ، وحسن عمله قد يفوق الشهيد في سبيل الله تبارك وتعالى

                                                                                                                          2982 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب حدثنا عبد العزيز بن محمد ، وابن أبي حازم ، يزيد أحدهما عن صاحبه عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن طلحة بن عبيد الله ، قال : قدم على النبي صلى الله عليه وسلم رجلان من بلي ، فكان إسلامهما جميعا واحدا ، وكان أحدهما أشد اجتهادا من الآخر ، فغزا المجتهد فاستشهد ، وعاش الآخر سنة حتى صام رمضان ، ثم مات . فرأى طلحة بن عبيد الله خارجا خرج من الجنة ، فأذن للذي توفي آخرهما ، ثم خرج فأذن للذي استشهد ، ثم رجع إلى طلحة ، فقال : ارجع فإنه لم يأن لك ، [ ص: 249 ] فأصبح طلحة يحدث به الناس ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فحدثوه الحديث ، وعجبوا ، فقالوا : يا رسول الله كان أشد الرجلين اجتهادا ، واستشهد في سبيل الله ، ودخل هذا الجنة قبله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أليس قد مكث هذا بعده بسنة ؟ قالوا : نعم . قال : وأدرك رمضان فصامه ، وصلى كذا وكذا في المسجد في السنة ؟ قالوا : بلى ، قال : فلما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض .

                                                                                                                          قال أبو حاتم رضي الله عنه : مات أبو سلمة سنة أربع [ ص: 250 ] [ ص: 251 ] وتسعين ، وقتل طلحة سنة ست وثلاثين يوم الجمل .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية