الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ؛ أي: لو أطاع مثل هذا المخبر؛ الذي أخبره بما لا أصل له؛ لوقعتم في عنت؛ و"العنت": الفساد والهلاك؛ ولكن الله حبب إليكم الإيمان ؛ هذا يعنى به المؤمنون المخلصون؛ وزينه في قلوبكم ؛ ويحتمل "في قلوبكم"؛ وجهين؛ أحدهما أنه دلهم عليه بالحجج القاطعة البينة؛ والآيات التي أتى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - المعجزة؛ والثاني أنه زينه في قلوبهم بتوفيقه إياهم. [ ص: 35 ] وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان ؛ وذلك أيضا تبيينه ما عليهم في الكفر؛ وتوفيقه إياهم إن اجتنبوه؛ وقوله: أولئك هم الراشدون ؛ أي: هؤلاء الذين وفقهم الله - عز وجل - بتحبيب الإيمان إليهم؛ وتكريه الكفر؛ أولئك هم الراشدون.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية