الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ؛ [ ص: 419 ] " المكر " ؛ من الخلائق: خب؛ وخداع؛ والمكر من الله: المجازاة على ذلك؛ فسمي باسم ذلك لأنه مجازاة عليه؛ كما قال - عز وجل -: الله يستهزئ بهم ؛ فجعل مجازاتهم على الاستهزاء بالعذاب لفظه لفظ الاستهزاء؛ وكما قال - جل وعز -: وجزاء سيئة سيئة مثلها ؛ فالأولى سيئة؛ والمجازاة عليها سميت باسمها؛ وليست في الحقيقة سيئة؛ وجائز أن يكون مكر الله استدراجهم من حيث لا يعلمون؛ لأن الله سلط عليهم فارس؛ فغلبتهم؛ وقتلتهم؛ والدليل على ذلك قوله - عز وجل -: الم غلبت الروم في أدنى الأرض ؛ وقيل في التفسير أيضا: إن مكر الله بهم كان في أمر عيسى؛ أنه - صلى الله عليه وسلم - كان في بيت فيه كوة؛ فدخل رجل ليقتله؛ ورفع عيسى من البيت؛ وخرج الرجل في شبهه يخبرهم أنه ليس في البيت؛ فقتلوه؛ وجملة المكر من الله: مجازاتهم على ما فعلوا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية