الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1646 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17259هناد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12156أبو معاوية عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=16115شقيق بن سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى قال nindex.php?page=hadith&LINKID=663940سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء فأي ذلك في سبيل الله قال nindex.php?page=treesubj&link=30571_32223_7920_24770_28276من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله قال أبو عيسى وفي الباب عن عمر وهذا حديث حسن صحيح
قوله : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=876349سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن nindex.php?page=treesubj&link=24770الرجل يقاتل شجاعة ) أي ليذكر بين الناس ويوصف [ ص: 231 ] بالشجاعة ( ويقاتل حمية ) أي لمن يقاتل لأجله من أهل أو عشيرة أو صاحب ( ويقاتل رياء ) أي ليرى الناس منزلته في سبيل الله . وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الجهاد ليرى مكانه ( nindex.php?page=hadith&LINKID=876350nindex.php?page=treesubj&link=24770_19701من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) قال الحافظ : المراد بكلمة الله دعوة الله إلى الإسلام ، ويحتمل أن يكون المراد أنه لا يكون في سبيل الله إلا من كان سبب قتاله طلب إعلاء كلمة الله فقط ، بمعنى أنه لو أضاف إلى ذلك سببا من الأسباب المذكورة أخل بذلك ، ويحتمل أن لا يخل إذا حصل ضمنا لا أصلا ومقصودا ، وبذلك صرح الطبري فقال : إذا كان أصل الباعث هو الأول لا يضره ما عرض له بعد ذلك ، وبذلك قال الجمهور ، لكن روى أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث أبو أمامة بإسناد جيد قال : جاء رجل فقال nindex.php?page=hadith&LINKID=876351يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له ؟ قال : " لا شيء له " ، فأعادها ثلاثا كل ذلك يقول : لا شيء له ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه " . ويمكن أن يحمل هذا على من قصد الأمرين معا على حد واحد فلا يخالف المرجح أولا ، فتصير المراتب خمسا :
أن يقصد الشيئين معا ، أو يقصد أحدهما صرفا ، أو يقصد أحدهما ويحصل الآخر ضمنا ، فالمحذور أن يقصد غير الإعلاء ، فقد يحصل الإعلاء ضمنا وقد لا يحصل ، ويدخل تحته مرتبتان ، وهذا ما دل عليه حديث أبي موسى ودونه أن يقصدهما معا فهو محذور أيضا على ما دل عليه حديث أبي أمامة . والمطلوب أن يقصد الإعلاء صرفا وقد يحصل غير الإعلاء . وقد لا يحصل ، ففيه مرتبتان أيضا . قال ابن أبي جمرة : ذهب المحققون إلى أنه إذا كان الباعث الأول قصد إعلاء كلمة الله لم يضره ما انضاف إليه انتهى .
قال الحافظ : ويدل على أن دخول غير الإعلاء ضمنا لا يقدح في الإعلاء إذا كان الإعلاء هو الباعث الأصلي ؟ ما رواه أبو داود بإسناد حسن عن عبد الله بن حوالة nindex.php?page=hadith&LINKID=876352قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أقدامنا لنغنم فرجعنا ولم نغنم شيئا فقال : " اللهم لا تكلهم إلي الحديث ، قال : وفي الحديث بيان أن nindex.php?page=treesubj&link=28276_28272الأعمال إنما تحتسب بالنية الصالحة ، وأن الفضل الذي ورد في المجاهد يختص بمن ذكر ، وفيه nindex.php?page=treesubj&link=24770_19701ذم الحرص على الدنيا ، وعلى القتال لحظ النفس في غير الطاعة انتهى .
قوله : ( وفي الباب عن عمر ) أخرجه الترمذي بعد هذا .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه .