الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم [11]

                                                                                                                                                                                                                                        روى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس ( ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا ) قال : ناصرهم . قال الفراء وفي قراءة عبد الله ( ذلك بأن الله ولي الذين آمنوا ) وهذه قراءة على التفسير . وقال أبو إسحاق : في معنى ذلك بأن الله يتولى الذين آمنوا في جميع أمورهم وهدايتهم والنصر على عدوهم . وهذه الأقوال متقاربة ومعروف في اللغة أن المولى الولي . وهو معنى ما قال ابن عباس : إن المولى الناصر ، وعلى هذا تؤول قول النبي صلى الله عليه وسلم "من كنت مولاه فعلي مولاه" أي من كنت أتولاه وأنصره فعلي يتولاه وينصره ، [ ص: 182 ] وقيل : المعنى من كان يتولاني وينصرني فهو يتولى عليا وينصره . ويبين ذلك ما حدثناه علي بن سليمان عن أبي سعيد السكري عن يونس ، عن محمد بن المستنير قال : إن سأل سائل عن قول الله جل وعز ( ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم ) فقال الله جل وعز : مولى كل أحد فكيف قال جل وعز وأن الكافرين لا مولى لهم؟ فالجواب أن المولى ههنا الولي وليس الله جل وعز ولي الكافرين ، وأنشد :


                                                                                                                                                                                                                                        فغدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها وأمامها



                                                                                                                                                                                                                                        أي ولي المخافة .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية