الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب ؛ هذه اللام في " وإن منهم لفريقا " ؛ تؤكد الكلام زيادة على توكيد " إن " ؛ لأن [ ص: 435 ] " إن " ؛ معناها توكيد الكلام؛ ولذلك صار لضم يوصل بها في الإيجاب؛ تقول: " والله إن زيدا قائم " ؛ وكذلك تصل الضم باللام؛ فتقول: " والله لزيد قائم " ؛ ولا تلي هذه اللام " إن " ؛ لا يجوز: " إن لزيدا قائم " ؛ بإجماع النحويين كلهم؛ وأهل اللغة.

                                                                                                                                                                                                                                        ومعنى يلوون ألسنتهم بالكتاب أي: يحرفون الكتاب؛ أي: يعدلون عن القصد؛ ويجوز: " يلوون " ؛ بضم الياء؛ والتشديد؛ لتحسبوه ؛ و " لتحسبوه " ؛ بكسر السين؛ وفتحها؛ يقال: " حسب؛ يحسب؛ ويحسب " ؛ جميعا؛ ويقال: " لويت الشيء - إذا عدلته عن القصد - ليا " ؛ و " لويت الغريم ليانا " ؛ إذا مطلته بدينه؛ قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        قد كنت داينت بها حسانا ... مخافة الإفلاس والليانا



                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية