الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 61، 62] وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين

                                                                                                                                                                                                                                      وإنه لعلم للساعة الضمير إما للقرآن كما ذهب إليه قوم، أي: وإن القرآن الكريم يعلم بالساعة ويخبر عنها وعن أهوالها ، وفي جعله عين العلم، مبالغة. والعلم بمعنى العلامة. وقيل: الضمير لعيسى عليه السلام. أي: إن ظهوره من أشراط الساعة. ونزوله إلى الأرض في آخر الزمان دليل على فناء الدنيا. وقال بعضهم: معناه أن عيسى سبب للعلم بها. فإنه هو ومعجزاته من أعظم الدلائل على إمكان البعث . فالآية مجاز مرسل علاقته المسببية; إذ أطلق المسبب وهو العلم، وأراد السبب وهو عيسى ومعجزاته. كقولك: (أمطرت السماء نباتا); أي: مطرا يتسبب عنه النبات.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرئ: "وإنه لعلم للساعة" بفتحتين. أي: أنه كالجبل الذي يهتدى به إلى معرفة الطريق ونحوه; فبعيسى عليه السلام يهتدى إلى طريقة إقامة الدليل على إمكان الساعة وكيفية حصولها . انتهى. وهو جيد.

                                                                                                                                                                                                                                      فلا تمترن بها واتبعون أي: اتبعوا هداي، أو شرعي، أو رسولي، أو هو أمر للرسول أن يقوله. هذا أي: القرآن، أو ما أدعوكم إليه: صراط مستقيم ولا يصدنكم الشيطان أي: عن الاتباع: إنه لكم عدو مبين

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية