الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3798 (6) باب

                                                                                              إباحة تطييب الطعام وعرض من لم يدع

                                                                                              [ 1922 ] عن أنس: أن جارا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فارسيا كان طيب المرق، فصنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما، ثم جاء يدعوه، فقال: وهذه؟ لعائشة. فقال: لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا. فعاد يدعوه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهذه؟ فقال: لا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا. ثم عاد يدعوه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهذه؟ قال: نعم - في الثالثة - فقاما يتدافعان حتى أتيا منزله.

                                                                                              رواه أحمد (3 \ 123) ومسلم (2037) والنسائي (6 \ 158).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و(قول أنس : كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - جار فارسي طيب المرق ) دليل على جواز [ ص: 304 ] تطييب الأطعمة، والاعتناء بها، ولا خلاف في جواز ذلك بين الأئمة، وامتناع الفارسي من الإذن لعائشة - رضي الله عنها -: أولى ما قيل فيه: إنه إنما كان صنع من الطعام ما يكفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وحده; للذي رأى عليه من الجوع، فكأنه رأى أن مشاركة النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك يجحف بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وامتناع النبي - صلى الله عليه وسلم - من إجابة الفارسي عند امتناعه من إذن عائشة : إنما كان - والله أعلم - لأن عائشة كان بها من الجوع مثل الذي كان بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يستأثر عليها بالأكل دونها، وهذا تقتضيه مكارم الأخلاق، وخصوصا مع أهل بيت الرجل، ولذلك قال بعض الشعراء:

                                                                                              ..................

                                                                                              وشبع الفتى لؤم إذا جاع صاحبه



                                                                                              وقد نبه مالك - رحمه الله - على هذا المعنى حين سئل عن الرجل يدعو الرجل يكرمه، قال: إذا أراد فليبعث بذلك إليه يأكله مع أهله.

                                                                                              وفي هذين الحديثين أبواب من الفقه من تتبعها ظفر بها.




                                                                                              الخدمات العلمية