الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
nindex.php?page=treesubj&link=29111النوع الحادي عشر : معرفة المعضل
وهو لقب لنوع خاص من المنقطع ، فكل معضل منقطع ، وليس كل منقطع معضلا .
وقوم يسمونه مرسلا كما سبق .
وهو عبارة عما سقط من إسناده اثنان فصاعدا .
وأصحاب الحديث يقولون : أعضله فهو معضل - بفتح الضاد - . وهو اصطلاح مشكل المأخذ من حيث اللغة ، وبحثت فوجدت له قولهم : ( أمر عضيل ) ، أي مستغلق شديد . ولا التفات في ذلك إلى معضل - بكسر الضاد - وإن كان مثل عضيل في المعنى .
ومثاله : ما يرويه تابعي التابعي قائلا فيه : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، وكذلك ما يرويه من دون تابعي التابعي " عن رسول الله [ ص: 60 ] صلى الله عليه وسلم ، أو عن أبي بكر وعمر وغيرهما " غير ذاكر للوسائط بينه وبينهم .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12176أبو نصر السجزي الحافظ قول الراوي : " بلغني " نحو قول مالك : " بلغني عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=10348116للمملوك طعامه وكسوته . . " الحديث وقال : أصحاب الحديث يسمونه المعضل .
قلت : وقول المصنفين من الفقهاء وغيرهم : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا " ونحو ذلك ، كله من قبيل المعضل ، لما تقدم . وسماه الخطيب أبو بكر الحافظ في بعض كلامه مرسلا ، وذلك على مذهب من يسمي كل ما لا يتصل مرسلا كما سبق .
وإذا nindex.php?page=treesubj&link=29111روى تابع عن التابع حديثا موقوفا عليه ، وهو حديث متصل مسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد جعله nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أبو عبد الله نوعا من المعضل .
مثاله : " ما رويناه عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي قال : يقال للرجل يوم القيامة : " عملت كذا وكذا ؟ فيقول : ما عملته ، فيختم على فيه . . " الحديث . فقد أعضله nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، وهو عند nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي عن أنس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، متصلا مسندا .
[ ص: 61 ] قلت : هذا جيد حسن ؛ لأن هذا الانقطاع بواحد مضموما إلى الوقف يشتمل على الانقطاع باثنين : الصحابي ورسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذلك باستحقاق اسم الإعضال أولى ، والله أعلم .