الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [41 - 45] يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام فبأي آلاء ربكما تكذبان هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن فبأي آلاء ربكما تكذبان

                                                                                                                                                                                                                                      يعرف المجرمون بسيماهم أي: بما يعلوهم من الكآبة والحزن والذلة، وقيل: [ ص: 5629 ] بسواد الوجوه، وزرقة العيون، فيؤخذ بالنواصي والأقدام أي: فتأخذهم الزبانية بنواصيهم وأقدامهم، فتسحبهم إلى جهنم، وتقذفهم فيها. والباء للآلة، كأخذت بالخطام، أو للتعدية. و (الناصية) مقدم الرأس.

                                                                                                                                                                                                                                      فبأي آلاء ربكما تكذبان قال ابن جرير : أي: من تعريفه ملائكته، أهل الإجرام من أهل الطاعة منكم، حتى خصوا بالإذلال والإهانة، المجرمين دون غيرهم.

                                                                                                                                                                                                                                      هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم أي: ماء حار آن أي: انتهى حره، واشتد غليانه. وكل شيء قد أدرك وبلغ فقد أنى، ومنه قوله: غير ناظرين إناه يعني إدراكه وبلوغه، فبأي آلاء ربكما تكذبان أي: من عقوبته أهل الكفر به، وتكريمه أهل الإيمان به.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم تأثر ما عدد عليهم من الآلاء الدينية، والدنيوية بتعداد ما أفاض عليهم في الآخرة، بقوله:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية