الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [16 - 17] أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير .

                                                                                                                                                                                                                                      أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض خطاب للكافرين، أي: أأمنتم العلي الأعلى أن يخسف بكم الأرض فيغيبكم إلى أسفل سافلين.

                                                                                                                                                                                                                                      فإذا هي تمور أي: تضطرب وتهتز هزا شديدا بكم، وترتفع فوقكم، وتنقلب عليكم.

                                                                                                                                                                                                                                      أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا وهو التراب، فيه الحصباء الصغار، فستعلمون كيف نذير قال ابن جرير : أي: عاقبة نذيري لكم، إذا كذبتم به، ورددتموه على رسولي.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 5886 ] وقد بين تعالى نذيره لهم في غير ما آية، وهو زهوق باطلهم إذا أصروا، ونصر رسوله، وغلبة جنده، كما قال تعالى: ولتعلمن نبأه بعد حين

                                                                                                                                                                                                                                      قال الشهاب: النذير مصدر، والياء محذوفة، والقراء مختلفون فيها: فمنهم من حذفها وصلا، وأثبتها وقفا، ومنهم من حذفها في الحالين اكتفاء بالكسرة، وكذلك الحال في " نكير " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية