[ ص: 304 ] nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=41nindex.php?page=treesubj&link=29027_29468_30539_30434وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=42في سموم وحميم nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=43وظل من يحموم nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=44لا بارد ولا كريم
إفضاء إلى النصف الثالث من الأزواج الثلاثة ، وهم أصحاب المشاقة . والقول في جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=41ما أصحاب الشمال وموقع جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=42في سموم بعدها كالقول في جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=27وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=28في سدر مخضود .
والسموم : الريح الشديد الحرارة الذي لا بلل معه وكأنه مأخوذ من السم ، وهو ما يهلك إذا لاقى البدن .
والحميم : الماء الشديد الحرارة .
واليحموم : الدخان الأسود على وزن يفعول مشتق من الحمم بوزن صرد اسم للفحم . والحممة : الفحمة ، فجاءت زنة يفعول فيها اسما ملحوظا فيه هذا الاشتقاق وليس ينقاس .
وحرف ( من ) بيانية إذ الظل هنا أريد به نفس اليحموم ، أي الدخان الأسود .
ووصف ( ظل ) بأنه
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=43من يحموم للإشعار بأنه ظل دخان لهب جهنم ، والدخان الكثيف له ظل لأنه بكثافته يحجب ضوء الشمس ، وإنما ذكر من الدخان ظله لمقابلته بالظل الممدود المعد لأصحاب اليمين في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=30وظل ممدود ، أي لا ظل لأصحاب الشمال سوى ظل اليحموم ، وهذا من قبيل التهكم .
ولتحقيق معنى التهكم وصف هذا الظل بما يفيد نفي البرد عنه ونفي الكرم ، فبرد الظل ما يحصل في مكانه من دفع حرارة الشمس ، وكرم الظل ما فيه من الصفات الحسنة في الظلال مثل سلامته من هبوب السموم عليه ، وسلامة الموضع الذي يظله من الحشرات والأوساخ ، وسلامة أرضه من الحجارة ونحو ذلك إذ الكريم من كل نوع هو الجامع لأكثر محاسن نوعه ، كما تقدم في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=29إني ألقي إلي كتاب كريم في سورة النمل ، فوصف ظل اليحموم بوصف
[ ص: 305 ] خاص وهو انتفاء البرودة عنه واتبع بوصف عام وهو انتفاء كرامة الظلال عنه ، ففي الصفة بنفي محاسن الظلال تذكير للسامعين بما حرم منه أصحاب الشمال عسى أن يحذروا أسباب الوقوع في الحرمان ، ولإفادة هذا التذكير عدل عن وصف الظل بالحرارة والمضرة إلى وصفه بنفي البرد ونفي الكرم .
[ ص: 304 ] nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=41nindex.php?page=treesubj&link=29027_29468_30539_30434وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=42فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=43وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=44لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ
إِفْضَاءٌ إِلَى النِّصْفِ الثَّالِثِ مِنَ الْأَزْوَاجِ الثَّلَاثَةِ ، وَهُمْ أَصْحَابُ الْمَشَاقَّةِ . وَالْقَوْلُ فِي جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=41مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ وَمَوْقِعُ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=42فِي سَمُومٍ بَعْدَهَا كَالْقَوْلِ فِي جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=27وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=28فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ .
وَالسُّمُومُ : الرِّيحُ الشَّدِيدُ الْحَرَارَةِ الَّذِي لَا بَلَلَ مَعَهُ وَكَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنَ السُّمِّ ، وَهُوَ مَا يُهْلِكُ إِذَا لَاقَى الْبَدَنَ .
وَالْحَمِيمُ : الْمَاءُ الشَّدِيدُ الْحَرَارَةِ .
وَالْيَحْمُومُ : الدُّخَّانُ الْأَسْوَدُ عَلَى وَزْنِ يَفْعُولَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْحُمَمِ بِوَزْنِ صُرَدٍ اسْمٌ لِلْفَحْمِ . وَالْحُمَمَةُ : الْفَحْمَةُ ، فَجَاءَتْ زِنَةُ يَفْعُولَ فِيهَا اسْمًا مَلْحُوظًا فِيهِ هَذَا الْاِشْتِقَاقُ وَلَيْسَ يَنْقَاسُ .
وَحَرْفُ ( مِنْ ) بَيَانِيَّةٌ إِذِ الظِّلُّ هُنَا أُرِيدُ بِهِ نَفْسُ الْيَحْمُومَ ، أَيِ الدُّخَّانِ الْأَسْوَدِ .
وَوَصَفَ ( ظِلٍّ ) بِأَنَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=43مِنْ يَحْمُومٍ لِلْإِشْعَارِ بِأَنَّهُ ظِلُّ دُخَّانِ لَهَبِ جَهَنَّمَ ، وَالدُّخَّانُ الْكَثِيفُ لَهُ ظِلٌّ لِأَنَّهُ بِكَثَافَتِهِ يَحْجُبُ ضَوْءَ الشَّمْسِ ، وَإِنَّمَا ذَكَرَ مِنَ الدُّخَانِ ظِلُّهُ لِمُقَابَلَتِهِ بِالظِّلِّ الْمَمْدُودِ الْمُعَدِّ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=30وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ، أَيْ لَا ظِلَّ لِأَصْحَابِ الشَّمَالِ سِوَى ظِلِّ الْيَحْمُومِ ، وَهَذَا مِنْ قَبِيلِ التَّهَكُّمِ .
وَلِتَحْقِيقِ مَعْنَى التَّهَكُّمِ وُصِفَ هَذَا الظِّلُّ بِمَا يُفِيدُ نَفْيَ الْبَرْدِ عَنْهُ وَنَفْيَ الْكَرَمِ ، فَبَرْدُ الظِّلِّ مَا يَحْصُلُ فِي مَكَانِهِ مِنْ دَفْعِ حَرَارَةِ الشَّمْسِ ، وَكَرَمُ الظِّلِّ مَا فِيهِ مِنَ الصِّفَاتِ الْحَسَنَةِ فِي الظِّلَالِ مِثْلَ سَلَامَتِهِ مِنْ هُبُوبِ السَّمُومِ عَلَيْهِ ، وَسَلَامَةِ الْمَوْضِعِ الَّذِي يَظِلُّهُ مِنَ الْحَشَرَاتِ وَالْأَوْسَاخِ ، وَسَلَامَةِ أَرْضِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ إِذِ الْكَرِيمُ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ هُوَ الْجَامِعُ لِأَكْثَرِ مَحَاسِنِ نَوْعِهِ ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=29إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ فِي سُورَةِ النَّمْلِ ، فَوَصَفَ ظِلَّ الْيَحْمُومِ بِوَصْفٍ
[ ص: 305 ] خَاصٍّ وَهُوَ انْتِفَاءُ الْبُرُودَةِ عَنْهُ وَاتْبَعَ بِوَصْفٍ عَامٍّ وَهُوَ انْتِفَاءُ كَرَامَةِ الظِّلَالِ عَنْهُ ، فَفِي الصِّفَةِ بِنَفْيِ مَحَاسِنِ الظِّلَالِ تَذْكِيرٌ لِلسَّامِعِينَ بِمَا حُرِمَ مِنْهُ أَصْحَابُ الشِّمَالِ عَسَى أَنْ يَحْذَرُوا أَسْبَابَ الْوُقُوعِ فِي الْحِرْمَانِ ، وَلِإِفَادَةِ هَذَا التَّذْكِيرِ عَدَلَ عَنْ وَصْفِ الظِّلِّ بِالْحَرَارَةِ وَالْمَضَرَّةِ إِلَى وَصْفِهِ بِنَفْيِ الْبَرْدِ وَنَفْيِ الْكَرَمِ .