الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        [ ص: 262 ] ( 13 ) باب ما يؤمر به من الكلام في السفر

                                                                                                                        1835 - مالك ; أنه بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذ وضع رجله في الغرز وهو يريد السفر : يقول : " باسم الله ، اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل : اللهم ازو لنا الأرض ، وهون علينا السفر ، اللهم أني أعوذ بك من وعثاء السفر ، ومن كآبة المنقلب ومن سوء المنظر في المال والأهل " .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        41067 - قال أبو عمر : الغرز لا يكون إلا في الرحال على الجمال وهو بمنزلة الركاب من السروج ; من جمل وغيره .

                                                                                                                        41068 - وأما قوله : " ازو لنا الأرض " فمعناه اطو لنا الأرض ، وقرب لنا البعد ، وسهل لنا الوعر .

                                                                                                                        41069 - وأصل الانزواء الانضمام والانقباض .

                                                                                                                        [ ص: 263 ] 41070 - و " وعثاء السفر " شدته وصعوبته .

                                                                                                                        41071 - ومعنى " كآبة المنقلب " أي لا ينقلب الرجل في سفره ، ولا ينصرف من وجهته إلى أمر يكتئب منه ، ويحزن له ، وسوء المنظر " ما يسوءك النظر إليه ، وأن تقف عليه في أهلك ومالك .

                                                                                                                        41072 - وهذا الحديث يستند من وجوه كثيرة من حديث أبي هريرة ، وحديث عبد الله بن سرجس ، وحديث البراء ، وحديث عبد الله بن عمر ، وغيرهم .

                                                                                                                        41073 - حدثني خلف بن قاسم ، قال : حدثني ابن الورد ، قال : حدثني أحمد بن حماد بن مسلم ، قال : حدثني سعيد بن أبي مريم ، ويحيى بن عبد الله بن بكير ، قالا : حدثنا حماد بن زيد ، عن عاصم ، عن عبد الله بن سرجس ، قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر قال : " اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة على الأهل ، اللهم اصحبنا في سفرنا ، واخلفنا في أهلنا ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنقلب ، وسوء المنظر في الأهل والمال ، ومن الحور بعد الكون ، ومن دعوة المظلوم " .

                                                                                                                        41074 - وحدثني خلف ، قال : حدثني ابن الورد ، قال : حدثني عبد الرحمن [ ص: 264 ] بن معاوية العتبي ، قال : حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير ، قال : حدثني حماد بن زيد ، عن عاصم ، عن عبد الله بن سرجس ، قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فذكر مثله سواء وزاد : وسئل عاصم عن الحور بعد الكون ، فقال : صار بعد ما كان .

                                                                                                                        41075 - قال أبو عمر : يريد رجع عما كان عليه من الخير .

                                                                                                                        41076 - وحدثني أحمد بن فتح ، قال : حدثني حمزة بن محمد ، ومحمد بن عبد الله النيسابوري ، قالا : حدثني أحمد بن شعيب ، قال : حدثني زكريا بن يحيى ، قال : حدثني جرير عن مطرف ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج إلى سفر ، قال : " اللهم بلاغا يبلغ خيرا ، ومغفرة ورضوانا ، بيدك الخير ، إنك على كل شيء قدير ، اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل ، اللهم هون علينا السفر ، واطو لنا الأرض ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنقلب " .

                                                                                                                        41077 - وقد ذكرنا بالأسانيد عن الصحابة هذا الحديث في " التمهيد " .




                                                                                                                        الخدمات العلمية