nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=30nindex.php?page=treesubj&link=29040_30539_30437_30434خذوه فغلوه nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=31ثم الجحيم صلوه nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=32ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=33إنه كان لا يؤمن بالله العظيم nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=34ولا يحض على طعام المسكين nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=35فليس له اليوم هاهنا حميم nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=36ولا طعام إلا من غسلين nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=37لا يأكله إلا الخاطئون [ ص: 137 ]
( خذوه ) مقول لقول محذوف موقعه في موقع الحال من ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=25فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ، والتقدير : يقال : خذوه .
ومعلوم من المقام أن المأمورين بأن يأخذوه هم
nindex.php?page=treesubj&link=29747الملائكة الموكلون بسوق أهل الحساب إلى ما أعد لهم .
والأخذ : الإمساك باليد .
وغلوه : أمر من غله إذا وضعه في الغل وهو القيد الذي يجعل في عنق الجاني أو الأسير فهو فعل مشتق من اسم جامد ، ولم يسمع إلا ثلاثيا ولعل قياسه أن يقال غلله بلامين ؛ لأن الغل مضاعف اللام ، فحقه أن يكون مثل عمم ، إذا جعل له عمامة ، وأزر ، إذا ألبسه إزارا ، ودرع الجارية ، إذا ألبسها الدرع ، فلعلهم قالوا : غله تخفيفا ، وعطف بفاء التعقيب لإفادة الإسراع بوضعه في الأغلال عقب أخذه .
و ( ثم ) في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=31ثم الجحيم صلوه للتراخي الرتبي لأن مضمون الجملة المعطوفة بها أشد في العقاب من أخذه ووضعه في الأغلال .
وصلى : مضاعف تضعيف تعدية ؛ لأن صلي النار معناه أصابه حرقها أو تدفأ بها ، فإذا عدي قيل : أصلاه نارا ، وصلاه نارا .
و ( ثم ) من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=32ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه للتراخي الرتبي بالنسبة لمضمون الجملتين قبلها ؛ لأن مضمون
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=32في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا أعظم من مضمون ( فغلوه ) .
ومضمون ( فاسلكوه ) دل على إدخاله الجحيم فكان إسلاكه في تلك السلسلة أعظم من مطلق إسلاكه الجحيم .
ومعنى ( اسلكوه ) : اجعلوه سالكا ، أي داخلا في السلسلة وذلك بأن تلف عليه السلسلة فيكون في وسطها ، ويقال : سلكه ، إذا أدخله في شيء ، أي اجعلوه في الجحيم مكبلا في أغلاله .
[ ص: 138 ] وتقديم ( الجحيم ) على عامله لتعجيل المساءة مع الرعاية على الفاصلة وكذلك تقديم
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=32في سلسلة على عامله .
واقترن فعل اسلكوه بالفاء إما لتأكيد الفاء التي اقترنت بفعل ( فغلوه ) ، وإما للإيذان بأن الفعل منزل منزلة جزاء شرط محذوف ، وهذا الحذف يشعر به تقديم المعمول غالبا كأنه قيل : مهما فعلتم به شيئا فاسلكوه في سلسلة ، أو مهما يكن شيء فاسلكوه .
والمقصود تأكيد وقوع ذلك ، والحث على عدم التفريط في الفعل وأنه لا يرجى له تخفيف ، ونظيره قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=3وربك فكبر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=4وثيابك فطهر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=5والرجز فاهجر ، وتقدم عند قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=58قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا في سورة يونس .
والسلسلة : اسم لمجموع حلق من حديد داخل بعض تلك الحلق في بعض تجعل لوثاق شخص كي لا يزول من مكانه ، وتقدم في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=71إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل في سورة غافر .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=32ذرعها سبعون ذراعا صفة ( سلسلة ) وهذه الصفة وقعت معترضة بين المجرور ومتعلقه للتهويل على المشركين المكذبين بالقارعة ، وليست الجملة مما خوطب الملائكة الموكلون بسوق المجرمين إلى العذاب ، ولذلك فعدد السبعين مستعمل في معنى الكثرة على طريقة الكناية مثل قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=80إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم .
والذرع : كيل طول الجسم بالذراع وهو مقدار من الطول مقدر بذراع الإنسان ، وكانوا يقدرون بمقادير الأعضاء مثل الذراع ، والأصبع ، والأنملة ، والقدم ، وبالأبعاد التي بين الأعضاء مثل الشبر ، والفتر ، والرتب - بفتح الراء والتاء - ، والعتب ، والبصم ، والخطوة .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=33إنه كان لا يؤمن بالله العظيم nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=34ولا يحض على طعام المسكين في موضع العلة للأمر بأخذه وإصلائه الجحيم .
ووصف الله بالعظيم هنا إيماء إلى مناسبة عظم العذاب للذنب إذ كان الذنب كفرانا بعظيم فكان جزاء وفاقا .
[ ص: 139 ] والحض على الشيء : أن يطلب من أحد فعل شيء ويلح في ذلك الطلب .
ونفي حضه على طعام المسكين يقتضي بطريق الفحوى أنه لا يطعم المسكين من ماله ؛ لأنه إذا كان لا يأمر غيره بإطعام المسكين فهو لا يطعمه من ماله ، فالمعنى لا يطعم المسكين ولا يأمر بإطعامه ، وقد كان أهل الجاهلية يطعمون في الولائم ، والميسر ، والأضياف ، والتحابب ، رياء وسمعة . ولا يطعمون الفقير إلا قليلا منهم . وقد جعل عدم الحض على طعام المسكين مبالغة في شح هذا الشخص عن المساكين بمال غيره وكناية عن الشح عنهم بماله ، كما جعل الحرص على إطعام الضيف كناية عن الكرم في قول
زينب بنت الطثرية ترثي أخاها
يزيد :
إذا نزل الأضياف كان عـذورا على الحي حتى تستقل مراجله
تريد أنه يحضر الحي ويستعجلهم على نصف القدور للأضياف حتى توضع قدور الحي على الأثافي ويشرعوا في الطبخ ، والعذور بعين مهملة وذال معجمة كعملس : الشكس الخلق .
إلا أن كناية ما في الآية عن البخل أقوى من كناية ما في البيت عن الكرم لأن الملازمة في الآية حاصلة بطريق الأولوية بخلاف البيت .
وإذ قد جعل عدم حضه على طعام المسكين جزء علة لشدة عذابه ، علمنا من ذلك موعظة للمؤمنين زاجرة عن منع المساكين حقهم في الأموال وهو الحق المعروف في الزكاة والكفارات وغيرها .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=35فليس له اليوم هاهنا حميم من تمام الكلام الذي ابتدئ بقوله ( خذوه ) ، وتفريع عليه .
والمقصود منه أن يسمعه من أوتي كتابه بشماله فييأس من أن يجد مدافعا يدفع عنه بشفاعة ، وتنديم له على ما أضاعه في حياته من التزلف إلى الأصنام وسدنتها وتمويههم عليه أنه يجدهم عند الشدائد وإلمام المصائب . وهذا وجه تقييد نفي الحميم ب ( اليوم ) تعريضا بأن أحماءهم في الدنيا لا ينفعونهم اليوم كما قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون وقوله عنهم
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=53فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا وغير ذلك مما تفوق في آي القرآن .
[ ص: 140 ] فقوله ( له ) هو خبر ( ليس ) لأن المجرور بلام الاختصاص هو محط الإخبار دون ظرف المكان . وقوله ( هاهنا ) ظرف متعلق بالكون المنوي في الخبر بحرف الجر . وهذا أولى من جعل ( هاهنا ) خبرا عن ( ليس ) وجعل ( له ) صفة ل ( حميم ) إذ لا حاجة لهذا الوصف .
والحميم : القريب ، وهو هنا كناية عن النصير إذ المتعارف عند العرب أن أنصار المرء هم عشيرته وقبيلته .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=36ولا طعام عطف على ( حميم ) .
والغسلين : بكسر الغين
nindex.php?page=treesubj&link=30539_30442ما يدخل في أفواه أهل النار من المواد السائلة من الأجساد وماء النار ونحو ذلك مما يعلمه الله فهو علم على ذلك مثل سجين ، وسرقين ، وعرنين ، فقيل إنه فعلين من الغسل ؛ لأنه سال من الأبدان فكأنه غسل عنها . ولا موجب لبيان اشتقاقه .
و الخاطئون : أصحاب الخطايا يقال : خطئ ، إذا أذنب .
والمعنى : لا يأكله إلا هو وأمثاله من الخاطئين .
وتعريف ( الخاطئون ) للدلالة على الكمال في الوصف ، أي المرتكبون أشد الخطأ وهو الإشراك .
وقرأ الجمهور ( الخاطئون ) بإظهار الهمزة ، وقرأ
أبو جعفر ( الخاطون ) بضم الطاء بعدها واو على حذف الهمزة تخفيفا بعد إبدالها ياء تخفيفا . وقال
الطيبي : قرأ
حمزة عند الوقف ( الخاطيون ) بإبدال الهمزة ياء ولم يذكره عنه غير
الطيبي .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=30nindex.php?page=treesubj&link=29040_30539_30437_30434خُذُوهُ فَغُلُّوهُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=31ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=32ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=33إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=34وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=35فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=36وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=37لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ [ ص: 137 ]
( خُذُوهُ ) مَقُولٌ لِقَوْلٍ مَحْذُوفٍ مَوْقِعِهِ فِي مَوْقِعِ الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=25فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ ، وَالتَّقْدِيرُ : يُقَالُ : خُذُوهُ .
وَمَعْلُومٌ مِنَ الْمَقَامِ أَنَّ الْمَأْمُورِينَ بِأَنْ يَأْخُذُوهُ هُمُ
nindex.php?page=treesubj&link=29747الْمَلَائِكَةُ الْمُوَكَّلُونَ بِسَوْقِ أَهْلِ الْحِسَابِ إِلَى مَا أُعِدَّ لَهُمْ .
وَالْأَخْذُ : الْإِمْسَاكُ بِالْيَدِ .
وَغُلُّوهُ : أَمْرٌ مِنْ غَلَّهُ إِذَا وَضَعَهُ فِي الْغُلِّ وَهُوَ الْقَيْدُ الَّذِي يُجْعَلُ فِي عُنُقِ الْجَانِي أَوِ الْأَسِيرِ فَهُوَ فِعْلٌ مُشْتَقٌّ مِنِ اسْمٍ جَامِدٍ ، وَلَمْ يُسْمَعْ إِلَّا ثُلَاثِيًّا وَلَعَلَّ قِيَاسَهُ أَنْ يُقَالَ غَلَّلَهُ بِلَامَيْنِ ؛ لِأَنَّ الْغُلَّ مُضَاعَفُ الْلَّامِ ، فَحَقُّهُ أَنْ يَكُونَ مِثْلَ عَمَّمَ ، إِذَا جُعِلَ لَهُ عِمَامَةً ، وَأَزَّرَ ، إِذَا أَلْبَسَهُ إِزَارًا ، وَدَرَّعَ الْجَارِيَةَ ، إِذَا أَلْبَسَهَا الدِّرْعَ ، فَلَعَلَّهُمْ قَالُوا : غَلَّهُ تَخْفِيفًا ، وَعَطَفَ بِفَاءٍ التَّعْقِيبِ لِإِفَادَةِ الْإِسْرَاعِ بِوَضْعِهِ فِي الْأَغْلَالِ عَقِبَ أَخْذِهِ .
وَ ( ثُمَّ ) فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=31ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ لِلتَّرَاخِي الرُّتَبِيِّ لِأَنَّ مَضْمُونَ الْجُمْلَةِ الْمَعْطُوفَةِ بِهَا أَشَدُّ فِي الْعِقَابِ مِنْ أَخْذِهِ وَوَضْعِهِ فِي الْأَغْلَالِ .
وَصَلَّى : مُضَاعَفُ تَضْعِيفَ تَعْدِيَةٍ ؛ لِأَنَّ صَلِيَ النَّارِ مَعْنَاهُ أَصَابَهُ حَرْقُهَا أَوْ تَدَفَّأَ بِهَا ، فَإِذَا عُدِّيَ قِيلَ : أَصْلَاهُ نَارًا ، وَصَلَّاهُ نَارًا .
وَ ( ثُمَّ ) مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=32ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ لِلتَّرَاخِي الرُّتَبِيِّ بِالنِّسْبَةِ لِمَضْمُونِ الْجُمْلَتَيْنِ قَبْلَهَا ؛ لِأَنَّ مَضْمُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=32فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا أَعْظَمُ مِنْ مَضْمُونِ ( فَغُلُّوهُ ) .
وَمَضْمُونُ ( فَاسْلُكُوهُ ) دَلَّ عَلَى إِدْخَالِهِ الْجَحِيمَ فَكَانَ إِسْلَاكُهُ فِي تِلْكَ السِّلْسِلَةِ أَعْظَمَ مِنْ مُطْلَقِ إِسْلَاكِهِ الْجَحِيمَ .
وَمَعْنَى ( اسْلُكُوهُ ) : اجْعَلُوهُ سَالِكًا ، أَيْ دَاخِلًا فِي السِّلْسِلَةِ وَذَلِكَ بِأَنْ تُلَفَّ عَلَيْهِ السِّلْسِلَةُ فَيَكُونُ فِي وَسَطِهَا ، وَيُقَالُ : سَلَكَهُ ، إِذَا أَدْخَلَهُ فِي شَيْءٍ ، أَيِ اجْعَلُوهُ فِي الْجَحِيمِ مُكَبَّلًا فِي أَغْلَالِهِ .
[ ص: 138 ] وَتَقْدِيمُ ( الْجَحِيمَ ) عَلَى عَامِلِهِ لِتَعْجِيلِ الْمَسَاءَةِ مَعَ الرِّعَايَةِ عَلَى الْفَاصِلَةِ وَكَذَلِكَ تَقْدِيمُ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=32فِي سِلْسِلَةٍ عَلَى عَامِلِهِ .
وَاقْتَرَنَ فِعْلُ اسْلُكُوهُ بِالْفَاءِ إِمَّا لِتَأْكِيدِ الْفَاءِ الَّتِي اقْتَرَنَتْ بِفِعْلِ ( فَغُلُّوهُ ) ، وَإِمَّا لِلْإِيذَانِ بِأَنَّ الْفِعْلَ مُنَزَّلٌ مَنْزِلَةَ جَزَاءِ شَرْطٍ مَحْذُوفٍ ، وَهَذَا الْحَذْفُ يُشْعِرُ بِهِ تَقْدِيمُ الْمَعْمُولِ غَالِبًا كَأَنَّهُ قِيلَ : مَهْمَا فَعَلْتُمْ بِهِ شَيْئًا فَاسْلُكُوهُ فِي سِلْسِلَةٍ ، أَوْ مَهْمَا يَكُنْ شَيْءٌ فَاسْلُكُوهُ .
وَالْمَقْصُودُ تَأْكِيدُ وُقُوعِ ذَلِكَ ، وَالْحَثُّ عَلَى عَدَمِ التَّفْرِيطِ فِي الْفِعْلِ وَأَنَّهُ لَا يُرْجَى لَهُ تَخْفِيفٌ ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=3وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=4وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=5وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ، وَتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=58قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا فِي سُورَةِ يُونُسَ .
وَالسِّلْسِلَةُ : اسْمٌ لِمَجْمُوعِ حِلَقٍ مِنْ حَدِيدٍ دَاخِلٍ بَعْضُ تِلْكَ الْحِلَقِ فِي بَعْضٍ تُجْعَلُ لِوِثَاقِ شَخْصٍ كَيْ لَا يَزُولَ مِنْ مَكَانِهِ ، وَتَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=71إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ فِي سُورَةِ غَافِرٍ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=32ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا صِفَةُ ( سِلْسِلَةٍ ) وَهَذِهِ الصِّفَةُ وَقَعَتْ مُعْتَرِضَةً بَيْنَ الْمَجْرُورِ وَمُتَعَلَّقِهِ لِلتَّهْوِيلِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ الْمُكَذِّبِينَ بِالْقَارِعَةِ ، وَلَيْسَتِ الْجُمْلَةُ مِمَّا خُوطِبَ الْمَلَائِكَةُ الْمُوَكَّلُونَ بِسَوْقِ الْمُجْرِمِينَ إِلَى الْعَذَابِ ، وَلِذَلِكَ فَعَدَدُ السَّبْعِينَ مُسْتَعْمَلٌ فِي مَعْنَى الْكَثْرَةِ عَلَى طَرِيقَةِ الْكِنَايَةِ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=80إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ .
وَالذَّرْعُ : كَيْلُ طُولِ الْجِسْمِ بِالذِّرَاعِ وَهُوَ مِقْدَارٌ مِنَ الطُّولِ مُقَدَّرٌ بِذِرَاعِ الْإِنْسَانِ ، وَكَانُوا يُقَدِّرُونَ بِمَقَادِيرِ الْأَعْضَاءِ مِثْلُ الذِّرَاعِ ، وَالْأُصْبُعِ ، وَالْأُنْمُلَةِ ، وَالْقَدَمِ ، وَبِالْأَبْعَادِ الَّتِي بَيْنَ الْأَعْضَاءِ مِثْلُ الشِّبْرِ ، وَالْفِتْرِ ، وَالرَّتَبِ - بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالتَّاءِ - ، وَالْعَتَبِ ، وَالْبُصْمِ ، وَالْخُطْوَةِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=33إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=34وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فِي مَوْضِعِ الْعِلَّةِ لِلْأَمْرِ بِأَخْذِهِ وَإِصْلَائِهِ الْجَحِيمَ .
وَوَصْفُ اللَّهِ بِالْعَظِيمِ هُنَا إِيمَاءٌ إِلَى مُنَاسَبَةِ عِظَمِ الْعَذَابِ لِلذَّنْبِ إِذْ كَانَ الذَّنْبُ كُفْرَانًا بِعَظِيمٍ فَكَانَ جَزَاءً وَفَاقًا .
[ ص: 139 ] وَالْحَضُّ عَلَى الشَّيْءِ : أَنْ يَطْلُبَ مِنْ أَحَدٍ فِعْلَ شَيْءٍ وَيُلِحَّ فِي ذَلِكَ الطَّلَبِ .
وَنَفْيُ حَضِّهِ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ يَقْتَضِي بِطَرِيقِ الْفَحْوَى أَنَّهُ لَا يُطْعِمُ الْمِسْكِينَ مِنْ مَالِهِ ؛ لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ لَا يَأْمُرُ غَيْرَهُ بِإِطْعَامِ الْمِسْكِينَ فَهُوَ لَا يُطْعِمُهُ مِنْ مَالِهِ ، فَالْمَعْنَى لَا يُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَلَا يَأْمُرُ بِإِطْعَامِهِ ، وَقَدْ كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يُطْعِمُونَ فِي الْوَلَائِمِ ، وَالْمَيْسِرِ ، وَالْأَضْيَافِ ، وَالتَّحَابُبِ ، رِيَاءً وَسُمْعَةً . وَلَا يُطْعِمُونَ الْفَقِيرَ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ . وَقَدْ جُعِلَ عَدَمُ الْحَضِّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ مُبَالَغَةً فِي شُحِّ هَذَا الشَّخْصِ عَنِ الْمَسَاكِينِ بِمَالِ غَيْرِهِ وَكِنَايَةً عَنِ الشُّحِّ عَنْهُمْ بِمَالِهِ ، كَمَا جُعِلَ الْحِرْصُ عَلَى إِطْعَامِ الضَّيْفِ كِنَايَةً عَنِ الْكَرَمِ فِي قَوْلِ
زَيْنَبَ بِنْتِ الطَّثَرِيَّةِ تَرْثِي أَخَاهَا
يَزِيدَ :
إِذَا نَزَلَ الْأَضْيَافُ كَانَ عَـذَوَّرًا عَلَى الْحَيِّ حَتَّى تَسْتَقِلَّ مَرَاجِلُهُ
تُرِيدُ أَنَّهُ يَحْضُرُ الْحَيَّ وَيَسْتَعْجِلُهُمْ عَلَى نِصْفِ الْقُدُورِ لِلْأَضْيَافِ حَتَّى تُوضَعَ قُدُورُ الْحَيِّ عَلَى الْأَثَافِي وَيَشْرَعُوا فِي الطَّبْخِ ، وَالْعَذَوَّرُ بِعَيْنٍ مُهْمِلَةٍ وَذَالٍ مُعْجَمَةٍ كَعَمَلَّسٍ : الشَّكِسُ الْخُلُقِ .
إِلَّا أَنَّ كِنَايَةَ مَا فِي الْآيَةِ عَنِ الْبُخْلِ أَقْوَى مِنْ كِنَايَةِ مَا فِي الْبَيْتِ عَنِ الْكَرَمِ لِأَنَّ الْمُلَازِمَةَ فِي الْآيَةِ حَاصِلَةٌ بِطَرِيقِ الْأَوْلَوِيَّةِ بِخِلَافِ الْبَيْتِ .
وَإِذْ قَدْ جُعِلَ عَدَمُ حَضِّهِ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ جُزْءُ عِلَّةٍ لِشِدَّةِ عَذَابِهِ ، عَلِمْنَا مِنْ ذَلِكَ مَوْعِظَةً لِلْمُؤْمِنِينَ زَاجِرَةً عَنْ مَنْعِ الْمَسَاكِينِ حَقَّهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَهُوَ الْحَقُّ الْمَعْرُوفُ فِي الزَّكَاةِ وَالْكَفَّارَاتِ وَغَيْرِهَا .
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=35فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ مِنْ تَمَامِ الْكَلَامِ الَّذِي ابْتُدِئَ بِقَوْلِهِ ( خُذُوهُ ) ، وَتَفْرِيعٌ عَلَيْهِ .
وَالْمَقْصُودُ مِنْهُ أَنْ يَسْمَعَهُ مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَيْأَسُ مِنْ أَنْ يَجِدَ مُدَافِعًا يَدْفَعُ عَنْهُ بِشَفَاعَةٍ ، وَتَنْدِيمٌ لَهُ عَلَى مَا أَضَاعَهُ فِي حَيَاتِهِ مِنَ التَّزَلُّفِ إِلَى الْأَصْنَامِ وَسَدَنَتِهَا وَتَمْوِيهِهِمْ عَلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُهُمْ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَإِلْمَامِ الْمَصَائِبِ . وَهَذَا وَجْهُ تَقْيِيدِ نَفِيِ الْحَمِيمِ بِ ( الْيَوْمَ ) تَعْرِيضًا بِأَنَّ أَحِمَّاءَهُمْ فِي الدُّنْيَا لَا يَنْفَعُونَهُمُ الْيَوْمَ كَمَا قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ وَقَوْلُهُ عَنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=53فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا تَفُوقُ فِي آيِ الْقُرْآنِ .
[ ص: 140 ] فَقَوْلُهُ ( لَهُ ) هُوَ خَبَرُ ( لَيْسَ ) لِأَنَّ الْمَجْرُورَ بِلَامِ الْاخْتِصَاصِ هُوَ مَحَطُّ الْإِخْبَارِ دُونَ ظَرْفِ الْمَكَانِ . وَقَوْلُهُ ( هَاهُنَا ) ظَرْفٌ مُتَعَلِّقٌ بِالْكَوْنِ الْمَنْوِيِّ فِي الْخَبَرِ بِحَرْفِ الْجَرِّ . وَهَذَا أَوْلَى مِنْ جَعْلِ ( هَاهُنَا ) خَبَرًا عَنْ ( لَيْسَ ) وَجَعْلِ ( لَهُ ) صِفَةً لِ ( حَمِيمٌ ) إِذْ لَا حَاجَةَ لِهَذَا الْوَصْفِ .
وَالْحَمِيمُ : الْقَرِيبُ ، وَهُوَ هُنَا كِنَايَةٌ عَنِ النَّصِيرِ إِذِ الْمُتَعَارَفُ عِنْدَ الْعَرَبِ أَنَّ أَنْصَارَ الْمَرْءِ هُمْ عَشِيرَتُهُ وَقَبِيلَتُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=36وَلَا طَعَامٌ عَطْفٌ عَلَى ( حَمِيمٌ ) .
وَالْغِسْلِينُ : بِكَسْرِ الْغَيْنِ
nindex.php?page=treesubj&link=30539_30442مَا يَدْخُلُ فِي أَفْوَاهِ أَهْلِ النَّارِ مِنَ الْمَوَادِّ السَّائِلَةِ مِنَ الْأَجْسَادِ وَمَاءِ النَّارِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يَعْلَمُهُ اللَّهُ فَهُوَ عَلَمٌ عَلَى ذَلِكَ مِثْلُ سِجِّينٍ ، وَسِرْقِينٍ ، وَعِرْنِينٍ ، فَقِيلَ إِنَّهُ فِعْلِينَ مِنَ الْغَسْلِ ؛ لِأَنَّهُ سَالَ مِنَ الْأَبْدَانِ فَكَأَنَّهُ غُسِلَ عَنْهَا . وَلَا مُوجِبَ لِبَيَانِ اشْتِقَاقِهِ .
وَ الْخَاطِئُونَ : أَصْحَابُ الْخَطَايَا يُقَالُ : خَطِئَ ، إِذَا أَذْنَبَ .
وَالْمَعْنَى : لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا هُوَ وَأَمْثَالُهُ مِنَ الْخَاطِئِينَ .
وَتَعْرِيفُ ( الْخَاطِئُونَ ) لِلدَّلَالَةِ عَلَى الْكَمَالِ فِي الْوَصْفِ ، أَيِ الْمُرْتَكِبُونَ أَشَدَّ الْخَطَأِ وَهُوَ الْإِشْرَاكُ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ ( الْخَاطِئُونَ ) بِإِظْهَارِ الْهَمْزَةِ ، وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ ( الْخَاطُونَ ) بِضَمِّ الطَّاءِ بَعْدَهَا وَاوٌ عَلَى حَذْفِ الْهَمْزَةِ تَخْفِيفًا بَعْدَ إِبْدَالِهَا يَاءً تَخْفِيفًا . وَقَالَ
الطِّيبِيُّ : قَرَأَ
حَمْزَةُ عِنْدَ الْوَقْفِ ( الْخَاطِيُونَ ) بِإِبْدَالِ الْهَمْزَةِ يَاءً وَلَمْ يَذْكُرْهُ عَنْهُ غَيْرُ
الطِّيبِيُّ .