nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50nindex.php?page=treesubj&link=28982_31842_31843_30539وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=51يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=53قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=54إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=55من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=56إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربي على كل شيء حفيظ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=58ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=59وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=60وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لعاد قوم هود .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50وإلى عاد أخاهم هودا معطوف على وأرسلنا
نوحا : أي وأرسلنا إلى
عاد أخاهم : أي واحدا منهم ، و هودا عطف بيان وقوم
عاد كانوا عبدة أوثان وقد تقدم مثل هذا في الأعراف .
وقيل : هم
عاد الأولى
وعاد الأخرى ، فهؤلاء هم
عاد الأولى
وعاد الأخرى هم
شداد ولقمان وقومهما المذكورون في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=7إرم ذات العماد [ الفجر 7 ] ، وأصل
عاد : اسم رجل ثم صار اسما للقبيلة
كتميم وبكر ونحوهما
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50ما لكم من إله غيره قرئ " غيره " بالجر على اللفظ ، وبالرفع على محل من إله ، وقرئ بالنصب على الاستثناء
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50إن أنتم إلا مفترون أي ما أنتم باتخاذ إله غير الله إلا كاذبون على الله عز وجل .
ثم خاطبهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=51ياقوم لا أسألكم عليه أجرا أي لا أطلب منكم أجرا على ما أبلغه إليكم وأنصحكم به من الإرشاد إلى عبادة الله وحده وأنه لا إله لكم سواه ، فالضمير راجع إلى مضمون هذا الكلام .
وقد تقدم معنى هذا في قصة
نوح nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=51إن أجري إلا على الذي فطرني أي ما أجري الذي أطلب إلا من الذي فطرني : أي خلقني فهو الذي يثيبني على ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=51أفلا تعقلون أن أجر الناصحين إنما هو من رب العالمين ، قيل : إنما قال فيما تقدم في قصة
نوح : ما لا ، وهنا قال : أجرا لذكر الخزائن بعده في قصة
نوح ، ولفظ المال بها أليق .
ثم أرشدهم إلى الاستغفار والتوبة .
والمعنى : اطلبوا مغفرته لما سلف من ذنوبكم ثم توسلوا إليه بالتوبة .
وقد تقدم زيادة بيان لمثل هذا في قصة
نوح ، ثم رغبهم في الإيمان بالخير العاجل ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52يرسل السماء أي المطر
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52عليكم مدرارا أي كثير الدرور ،
[ ص: 662 ] وهو منصوب على الحال ، درت السماء تدر وتدر فهي مدرار ، وكان
قوم هود أهل بساتين وزرع وعمارة ، وكانت مساكنهم الرمال التي بين
الشام واليمن nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52ويزدكم قوة إلى قوتكم معطوف على يرسل : أي شدة مضافة إلى شدتكم ، أو خصبا إلى خصبكم ، أو عزا إلى عزكم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى يزدكم قوة في النعم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52ولا تتولوا مجرمين أي لا تعرضوا عما أدعوكم إليه وتقيموا على الكفر مصرين عليه ، والإجرام : الآثام كما تقدم .
ثم أجابه قومه بما يدل على فرط جهالتهم ، وعظيم غباوتهم ،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=53قالوا يا هود ما جئتنا ببينة أي بحجة واضحة نعمل عليها ، ونؤمن لك بها غير معترفين بما جاءهم من حجج الله وبراهينه عنادا وبعدا عن الحق
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=53وما نحن بتاركي آلهتنا التي نعبدها من دون الله .
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=53عن قولك صادرين عن قولك ، فالظرف في محل نصب على الحال
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=53وما نحن لك بمؤمنين أي بمصدقين في شيء مما جئت به .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=54إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء أي ما نقول إلا أنه أصابك بعض آلهتنا التي تعيبها وتسفه رأينا في عبادتها بسوء بجنون ، حتى نشأ عن جنونك ما تقوله لنا وتكرره علينا من التنفير عنها ، يقال : عراه الأمر واعتراه : إذا ألم به ، فأجابهم بما يدل على عدم مبالاته بهم وعلى وثوقه بربه وتوكله عليه ، وأنهم لا يقدرون على شيء مما يريده الكفار به ، بل الله سبحانه هو الضار النافع ف
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=54قال إني أشهد الله واشهدوا أنتم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=54أني بريء مما تشركون به .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=55من دونه أي من إشراككم من دون الله من غير أن ينزل به سلطانا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=55فكيدوني جميعا أنتم وآلهتكم إن كانت كما تزعمون من أنها تقدر على الإضرار بي وأنها اعترتني بسوء
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=55ثم لا تنظروني أي لا تمهلوني ، بل عاجلوني واصنعوا ما بدا لكم ، وفي هذا من إظهار عدم المبالاة بهم وبأصنامهم التي يعبدونها ما يصك مسامعهم ، ويوضح عجزهم وعدم قدرتهم على شيء .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=56إني توكلت على الله ربي وربكم فهو يعصمني من كيدكم ، وإن بلغتم في تطلب وجوه الإضرار بي كل مبلغ ، فمن توكل على الله كفاه .
ثم لما بين لهم توكله على الله وثقته بحفظه وكلاءته وصفه بما يوجب التوكل عليه والتفويض إليه من اشتمال ربوبيته عليه وعليهم ، وأنه مالك للجميع ، وأن ناصية كل دابة من دواب الأرض بيده ، وفي قبضته وتحت قهره ، وهو تمثيل لغاية التسخير ونهاية التذليل ، وكانوا إذا أسروا الأسير وأرادوا إطلاقه ، والمن عليه جزوا ناصيته فجعلوا ذلك علامة لقهره .
قال
الفراء : معنى آخذ بناصيتها مالكها والقادر عليها ، وقال
القتيبي : قاهرها لأن من أخذت بناصيته فقد قهرته ، والناصية قصاص الشعر من مقدم الرأس ، ثم علل ما تقدم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=56إن ربي على صراط مستقيم أي هو على الحق والعدل فلا يكاد يسلطكم علي .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57فإن تولوا أي تتولوا فحذفت إحدى التاءين ، والمعنى فإن تستمروا على الإعراض عن الإجابة والتصميم على ما أنتم عليه من الكفر
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ليس علي إلا ذلك ، وقد لزمتكم الحجة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57ويستخلف ربي قوما غيركم جملة مستأنفة لتقرير الوعيد بالهلاك : أي يستخلف في دياركم وأموالكم قوما آخرين ويجوز أن يكون عطفا على
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57فقد أبلغتكم .
وروى
حفص عن
عاصم أنه قرأ ويستخلف بالجزم حملا على موضع
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57فقد أبلغتكم nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57ولا تضرونه شيئا أي بتوليكم ، ولا تقدرون على كثير من الضرر ولا حقير
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57إن ربي على كل شيء حفيظ أي رقيب مهيمن عليه يحفظه من كل شيء ، قيل : وعلى بمعنى اللام ، فيكون المعنى : لكل شيء حفيظ فهو يحفظني من أن تنالوني بسوء .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=58ولما جاء أمرنا أي عذابنا الذي هو إهلاك
عاد nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=58نجينا هودا والذين آمنوا معه من قومه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=58برحمة منا أي برحمة عظيمة كائنة منا لأنه لا ينجو أحد إلا برحمة الله ، وقيل هي الإيمان
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=58من عذاب غليظ أي شديد وقيل وهو السموم التي كانت تدخل أنوفهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=59وتلك عاد مبتدأ وخبر ، وأنث الإشارة اعتبارا بالقبيلة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : إن من العرب من لا يصرف عادا ويجعله اسما للقبيلة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=59جحدوا بآيات ربهم أي كفروا بها وكذبوها وأنكروا المعجزات
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=59وعصوا رسله أي
هودا وحده ، لأنه لم يكن في عصره رسول سواه ، وإنما جمع هنا لأن من كذب رسولا فقد كذب جميع الرسل ، وقيل : إنهم عصوا
هودا ومن كان قبله من الرسل ، أو كانوا بحيث لو بعث الله إليهم رسلا متعددين لكذبوهم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=59واتبعوا أمر كل جبار عنيد الجبار المتكبر ، والعنيد : الطاغي الذي لا يقبل الحق ولا يذعن له .
قال
أبو عبيدة : العنيد العنود والعاند والمعاند ، وهو المعارض بالخلاف منه ، ومنه قيل للعرق الذي يتفجر بالدم عاند .
قال الراجز :
إني كبير لا أطيق العندا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=60وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة أي : ألحقوها ، وهي الإبعاد من الرحمة والطرد من الخير ، والمعنى أنها لازمة لهم لا تفارقهم ما داموا في الدنيا و أتبعوها يوم القيامة فلعنوا هنالك كما لعنوا في الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=60ألا إن عادا كفروا ربهم أي بربهم .
وقال
الفراء : كفروا نعمة ربهم ، يقال : كفرته وكفرت به : مثل شكرته وشكرت له
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=60ألا بعدا لعاد قوم هود أي لا زالوا مبعدين من رحمة الله ، والبعد : الهلاك ، والبعد : التباعد من الخير ، يقال : بعد يبعد بعدا : إذا تأخر وتباعد ، وبعد يبعد بعدا : إذا هلك ، ومنه قول الشاعر :
لا يبعدن قومي الذين هم سم العداة وآفة الجزر
وقال النابغة :
فلا تبعدن إن المنية منهل وكل امرئ يوما به الحال زائل
ومنه قول الشاعر :
ما كان ينفعني مقال نسائهم وقتلت دون رجالهم لا تبعد
وقد تقدم أن العرب تستعمله في الدعاء بالهلاك .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
قتادة nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=51إلا على الذي فطرني أي خلقني .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر عن
الضحاك قال : أمسك الله عن
عاد [ ص: 663 ] القطر ثلاث سنين ، فقال لهم
هود :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا فأبوا إلا تماديا .
وأخرج
أبو الشيخ عن
هارون التيمي في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52يرسل السماء عليكم مدرارا قال : المطر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52ويزدكم قوة إلى قوتكم قال : شدة إلى شدتكم .
أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
عكرمة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52ويزدكم قوة إلى قوتكم قال : ولد الولد .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=54إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال : أصابتك بالجنون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد قال : ما من أحد يخاف لصا عاديا ، أو سبعا ضاريا ، أو شيطانا ماردا - فيتلو هذه الآية إلا صرفه الله عنه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وأبو الشيخ عن
مجاهد :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=56إن ربي على صراط مستقيم قال : الحق .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
أبي مالك في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=58عذاب غليظ قال : شديد .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=59كل جبار عنيد قال : المشرك .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : العنيد المشاق .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=60وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة قال : لم يبعث نبي بعد
عاد إلا لعنت على لسانه .
وأخرج
ابن المنذر عن
قتادة في الآية قال : تتابعت عليهم لعنتان من الله : لعنة في الدنيا ، ولعنة في الآخرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50nindex.php?page=treesubj&link=28982_31842_31843_30539وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=51يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=53قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=54إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=55مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=56إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=58وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=59وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=60وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا مَعْطُوفٌ عَلَى وَأَرْسَلْنَا
نُوحًا : أَيْ وَأَرْسَلْنَا إِلَى
عَادٍ أَخَاهُمْ : أَيْ وَاحِدًا مِنْهُمْ ، وَ هُودًا عَطْفُ بَيَانٍ وَقَوْمُ
عَادٍ كَانُوا عَبَدَةَ أَوْثَانٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ مِثْلَ هَذَا فِي الْأَعْرَافِ .
وَقِيلَ : هُمْ
عَادٌ الْأُولَى
وَعَادٌ الْأُخْرَى ، فَهَؤُلَاءِ هُمْ
عَادٌ الْأُولَى
وَعَادٌ الْأُخْرَى هُمْ
شَدَّادُ وَلُقْمَانُ وَقَوْمُهُمَا الْمَذْكُورُونَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=7إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ [ الْفَجْرِ 7 ] ، وَأَصْلُ
عَادٍ : اسْمُ رَجُلٍ ثُمَّ صَارَ اسْمًا لِلْقَبِيلَةِ
كَتَمِيمٍ وَبَكْرٍ وَنَحْوِهِمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قُرِئَ " غَيْرُهُ " بِالْجَرِّ عَلَى اللَّفْظِ ، وَبِالرَّفْعِ عَلَى مَحَلِّ مِنْ إِلَهٍ ، وَقُرِئَ بِالنَّصْبِ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=50إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ أَيْ مَا أَنْتُمْ بِاتِّخَاذِ إِلَهٍ غَيْرِ اللَّهِ إِلَّا كَاذِبُونَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
ثُمَّ خَاطَبَهُمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=51يَاقَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا أَيْ لَا أَطْلُبُ مِنْكُمْ أَجْرًا عَلَى مَا أُبَلِّغُهُ إِلَيْكُمْ وَأَنْصَحُكُمْ بِهِ مِنَ الْإِرْشَادِ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ وَأَنَّهُ لَا إِلَهَ لَكُمْ سِوَاهُ ، فَالضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى مَضْمُونِ هَذَا الْكَلَامِ .
وَقَدْ تَقَدَّمَ مَعْنَى هَذَا فِي قِصَّةِ
نُوحٍ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=51إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَيْ مَا أَجْرِيَ الَّذِي أَطْلُبُ إِلَّا مِنَ الَّذِي فَطَرَنِي : أَيْ خَلَقَنِي فَهُوَ الَّذِي يُثِيبُنِي عَلَى ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=51أَفَلَا تَعْقِلُونَ أَنَّ أَجْرَ النَّاصِحِينَ إِنَّمَا هُوَ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، قِيلَ : إِنَّمَا قَالَ فِيمَا تَقَدَّمَ فِي قِصَّةِ
نُوحٍ : مَا لًا ، وَهُنَا قَالَ : أَجْرًا لِذِكْرِ الْخَزَائِنِ بَعْدَهُ فِي قِصَّةِ
نُوحٍ ، وَلَفْظُ الْمَالِ بِهَا أَلْيَقُ .
ثُمَّ أَرْشَدَهُمْ إِلَى الِاسْتِغْفَارِ وَالتَّوْبَةِ .
وَالْمَعْنَى : اطْلُبُوا مَغْفِرَتَهُ لِمَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِكُمْ ثُمَّ تَوَسَّلُوا إِلَيْهِ بِالتَّوْبَةِ .
وَقَدْ تَقَدَّمَ زِيَادَةُ بَيَانٍ لِمِثْلِ هَذَا فِي قِصَّةِ
نُوحٍ ، ثُمَّ رَغَّبَهُمْ فِي الْإِيمَانِ بِالْخَيْرِ الْعَاجِلِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52يُرْسِلِ السَّمَاءَ أَيِ الْمَطَرَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا أَيْ كَثِيرَ الدُّرُورِ ،
[ ص: 662 ] وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ ، دَرَّتِ السَّمَاءُ تُدِرُّ وَتَدُرُّ فَهِيَ مِدْرَارٌ ، وَكَانَ
قَوْمُ هُودٍ أَهْلَ بَسَاتِينَ وَزَرْعٍ وَعِمَارَةٍ ، وَكَانَتْ مَسَاكِنُهُمُ الرِّمَالَ الَّتِي بَيْنَ
الشَّامِ وَالْيَمَنِ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ مَعْطُوفٌ عَلَى يُرْسِلِ : أَيْ شِدَّةً مُضَافَةً إِلَى شِدَّتِكُمْ ، أَوْ خِصْبًا إِلَى خِصْبِكُمْ ، أَوْ عِزًّا إِلَى عِزِّكُمْ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَعْنَى يَزِدْكُمْ قُوَّةً فِي النِّعَمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ أَيْ لَا تُعْرِضُوا عَمَّا أَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ وَتُقِيمُوا عَلَى الْكُفْرِ مُصِرِّينَ عَلَيْهِ ، وَالْإِجْرَامُ : الْآثَامُ كَمَا تَقَدَّمَ .
ثُمَّ أَجَابَهُ قَوْمُهُ بِمَا يَدُلُّ عَلَى فَرْطِ جَهَالَتِهِمْ ، وَعَظِيمِ غَبَاوَتِهِمْ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=53قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ أَيْ بِحُجَّةٍ وَاضِحَةٍ نَعْمَلُ عَلَيْهَا ، وَنُؤْمِنُ لَكَ بِهَا غَيْرَ مُعْتَرِفِينَ بِمَا جَاءَهُمْ مِنْ حُجَجِ اللَّهِ وَبَرَاهِينِهِ عِنَادًا وَبُعْدًا عَنِ الْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=53وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا الَّتِي نَعْبُدُهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ .
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=53عَنْ قَوْلِكَ صَادِرِينَ عَنْ قَوْلِكَ ، فَالظَّرْفُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=53وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ أَيْ بِمُصَدِّقِينَ فِي شَيْءٍ مِمَّا جِئْتَ بِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=54إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ أَيْ مَا نَقُولُ إِلَّا أَنَّهُ أَصَابَكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا الَّتِي تَعِيبُهَا وَتُسَفِّهُ رَأْيَنَا فِي عِبَادَتِهَا بِسُوءٍ بِجُنُونٍ ، حَتَّى نَشَأَ عَنْ جُنُونِكَ مَا تَقُولُهُ لَنَا وَتَكَرِّرُهُ عَلَيْنَا مِنَ التَّنْفِيرِ عَنْهَا ، يُقَالُ : عَرَاهُ الْأَمْرُ وَاعْتَرَاهُ : إِذَا أَلَمَّ بِهِ ، فَأَجَابَهُمْ بِمَا يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ مُبَالَاتِهِ بِهِمْ وَعَلَى وُثُوقِهِ بِرَبِّهِ وَتَوَكُّلِهِ عَلَيْهِ ، وَأَنَّهُمْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا يُرِيدُهُ الْكُفَّارُ بِهِ ، بَلِ اللَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ الضَّارُّ النَّافِعُ فَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=54قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنْتُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=54أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ بِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=55مِنْ دُونِهِ أَيْ مِنْ إِشْرَاكِكِمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنَزِّلَ بِهِ سُلْطَانًا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=55فَكِيدُونِي جَمِيعًا أَنْتُمْ وَآلِهَتُكُمْ إِنْ كَانَتْ كَمَا تَزْعُمُونَ مِنْ أَنَّهَا تَقْدِرُ عَلَى الْإِضْرَارِ بِي وَأَنَّهَا اعْتَرَتْنِي بِسُوءٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=55ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِي أَيْ لَا تُمْهِلُونِي ، بَلْ عَاجِلُونِي وَاصْنَعُوا مَا بَدَا لَكُمْ ، وَفِي هَذَا مِنْ إِظْهَارِ عَدَمِ الْمُبَالَاةِ بِهِمْ وَبِأَصْنَامِهِمُ الَّتِي يَعْبُدُونَهَا مَا يَصُكُّ مَسَامِعَهُمْ ، وَيُوَضِّحُ عَجْزَهُمْ وَعَدَمَ قُدْرَتِهِمْ عَلَى شَيْءٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=56إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ فَهُوَ يَعْصِمُنِي مِنْ كَيْدِكُمْ ، وَإِنْ بَلَغْتُمْ فِي تَطَلُّبِ وُجُوهِ الْإِضْرَارِ بِي كُلَّ مَبْلَغٍ ، فَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ كَفَاهُ .
ثُمَّ لَمَّا بَيَّنَ لَهُمْ تَوَكُّلَهُ عَلَى اللَّهِ وَثِقَتَهُ بِحِفْظِهِ وَكَلَاءَتِهِ وَصَفَهُ بِمَا يُوجِبُ التَّوَكُّلَ عَلَيْهِ وَالتَّفْوِيضَ إِلَيْهِ مِنِ اشْتِمَالِ رُبُوبِيَّتِهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ ، وَأَنَّهُ مَالِكٌ لِلْجَمِيعِ ، وَأَنَّ نَاصِيَةَ كُلِّ دَابَّةٍ مِنْ دَوَابِّ الْأَرْضِ بِيَدِهِ ، وَفِي قَبْضَتِهِ وَتَحْتَ قَهْرِهِ ، وَهُوَ تَمْثِيلٌ لِغَايَةِ التَّسْخِيرِ وَنِهَايَةِ التَّذْلِيلِ ، وَكَانُوا إِذَا أَسَرُوا الْأَسِيرَ وَأَرَادُوا إِطْلَاقَهُ ، وَالْمَنَّ عَلَيْهِ جَزُّوا نَاصِيَتَهُ فَجَعَلُوا ذَلِكَ عَلَامَةً لِقَهْرِهِ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : مَعْنَى آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا مَالِكُهَا وَالْقَادِرُ عَلَيْهَا ، وَقَالَ
الْقُتَيْبِيُّ : قَاهِرُهَا لِأَنَّ مَنْ أَخَذْتَ بِنَاصِيَتِهِ فَقَدْ قَهَرْتَهُ ، وَالنَّاصِيَةُ قُصَاصُ الشَّعْرِ مِنْ مُقَدَّمِ الرَّأْسِ ، ثُمَّ عَلَّلَ مَا تَقَدَّمَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=56إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ أَيْ هُوَ عَلَى الْحَقِّ وَالْعَدْلِ فَلَا يَكَادُ يُسَلِّطُكُمْ عَلَيَّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57فَإِنْ تَوَلَّوْا أَيْ تَتَوَلَّوْا فَحُذِفَتْ إِحْدَى التَّاءَيْنِ ، وَالْمَعْنَى فَإِنْ تَسْتَمِرُّوا عَلَى الْإِعْرَاضِ عَنِ الْإِجَابَةِ وَالتَّصْمِيمِ عَلَى مَا أَنْتَمْ عَلَيْهِ مِنَ الْكُفْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ لَيْسَ عَلَيَّ إِلَّا ذَلِكَ ، وَقَدْ لَزِمَتْكُمُ الْحُجَّةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ جُمْلَةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ لِتَقْرِيرِ الْوَعِيدِ بِالْهَلَاكِ : أَيْ يَسْتَخْلِفُ فِي دِيَارِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ قَوْمًا آخَرِينَ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَطْفًا عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ .
وَرَوَى
حَفْصٌ عَنْ
عَاصِمٍ أَنَّهُ قَرَأَ وَيَسْتَخْلِفْ بِالْجَزْمِ حَمْلًا عَلَى مَوْضِعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا أَيْ بِتَوَلِّيكُمْ ، وَلَا تَقْدِرُونَ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الضَّرَرِ وَلَا حَقِيرٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ أَيْ رَقِيبٌ مُهَيْمِنٌ عَلَيْهِ يَحْفَظُهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، قِيلَ : وَعَلَى بِمَعْنَى اللَّامِ ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى : لِكُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ فَهُوَ يَحْفَظُنِي مِنْ أَنْ تَنَالُونِي بِسُوءٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=58وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا أَيْ عَذَابُنَا الَّذِي هُوَ إِهْلَاكُ
عَادٍ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=58نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=58بِرَحْمَةٍ مِنَّا أَيْ بِرَحْمَةٍ عَظِيمَةٍ كَائِنَةٍ مِنَّا لِأَنَّهُ لَا يَنْجُو أَحَدٌ إِلَّا بِرَحْمَةِ اللَّهِ ، وَقِيلَ هِيَ الْإِيمَانُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=58مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ أَيْ شَدِيدٍ وَقِيلَ وَهُوَ السَّمُومُ الَّتِي كَانَتْ تَدْخُلُ أُنُوفَهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=59وَتِلْكَ عَادٌ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ ، وَأَنَّثَ الْإِشَارَةَ اعْتِبَارًا بِالْقَبِيلَةِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : إِنَّ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ لَا يَصْرِفُ عَادًا وَيَجْعَلُهُ اسْمًا لِلْقَبِيلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=59جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ أَيْ كَفَرُوا بِهَا وَكَذَّبُوهَا وَأَنْكَرُوا الْمُعْجِزَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=59وَعَصَوْا رُسُلَهُ أَيْ
هُودًا وَحْدَهُ ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي عَصْرِهِ رَسُولٌ سِوَاهُ ، وَإِنَّمَا جَمَعَ هُنَا لِأَنَّ مِنْ كَذَّبَ رَسُولًا فَقَدْ كَذَّبَ جَمِيعَ الرُّسُلِ ، وَقِيلَ : إِنَّهُمْ عَصَوْا
هُودًا وَمَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الرُّسُلِ ، أَوْ كَانُوا بِحَيْثُ لَوْ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ رُسُلًا مُتَعَدِّدِينَ لَكَذَّبُوهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=59وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ، وَالْعَنِيدُ : الطَّاغِي الَّذِي لَا يَقْبَلُ الْحَقَّ وَلَا يُذْعِنُ لَهُ .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : الْعَنِيدُ الْعَنُودُ وَالْعَانِدُ وَالْمُعَانِدُ ، وَهُوَ الْمُعَارِضُ بِالْخِلَافِ مِنْهُ ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْعِرْقِ الَّذِي يَتَفَجَّرُ بِالدَّمِ عَانِدٌ .
قَالَ الرَّاجِزُ :
إِنِّي كَبِيرٌ لَا أُطِيقُ الْعُنَّدَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=60وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً أَيْ : أُلْحِقُوهَا ، وَهِيَ الْإِبْعَادُ مِنَ الرَّحْمَةِ وَالطَّرْدُ مِنَ الْخَيْرِ ، وَالْمَعْنَى أَنَّهَا لَازِمَةٌ لَهُمْ لَا تُفَارِقُهُمْ مَا دَامُوا فِي الدُّنْيَا وَ أُتْبِعُوهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلُعِنُوا هُنَالِكَ كَمَا لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=60أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَيْ بِرَبِّهِمْ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : كَفَرُوا نِعْمَةَ رَبِّهِمْ ، يُقَالُ : كَفَرْتُهُ وَكَفَرَتُ بِهِ : مِثْلَ شَكَرْتُهُ وَشَكَرْتُ لَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=60أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ أَيْ لَا زَالُوا مُبْعَدِينَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ، وَالْبُعْدُ : الْهَلَاكُ ، وَالْبُعْدُ : التَّبَاعُدُ مِنَ الْخَيْرِ ، يُقَالُ : بَعُدَ يَبْعُدُ بُعْدًا : إِذَا تَأَخَّرَ وَتَبَاعَدَ ، وَبَعُدَ يَبْعُدُ بُعْدًا : إِذَا هَلَكَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
لَا يَبْعَدَنْ قَوْمِي الَّذِينَ هُمُ سُمُّ الْعُدَاةِ وَآفَةُ الْجُزُرِ
وَقَالَ النَّابِغَةُ :
فَلَا تَبْعُدَنَّ إِنَّ الْمَنِيَّةَ مَنْهَلٌ وَكُلُّ امْرِئٍ يَوْمًا بِهِ الْحَالُ زَائِلُ
وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
مَا كَانَ يَنْفَعُنِي مَقَالُ نِسَائِهِمْ وَقُتِلْتُ دُونَ رِجَالِهِمْ لَا تَبْعَدِ
وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الْعَرَبَ تَسْتَعْمِلُهُ فِي الدُّعَاءِ بِالْهَلَاكِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
قَتَادَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=51إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَيْ خَلَقَنِي .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرَ عَنِ
الضَّحَّاكِ قَالَ : أَمْسَكَ اللَّهُ عَنْ
عَادٍ [ ص: 663 ] الْقَطْرَ ثَلَاثَ سِنِينَ ، فَقَالَ لَهُمْ
هُودٌ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا فَأَبَوْا إِلَّا تَمَادِيًا .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ عَنْ
هَارُونَ التَّيْمِيِّ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا قَالَ : الْمَطَرَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ قَالَ : شِدَّةً إِلَى شِدَّتِكُمْ .
أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ قَالَ : وَلَدَ الْوَلَدِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=54إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ : أَصَابَتْكَ بِالْجُنُونِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17314يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : مَا مِنْ أَحَدٍ يَخَافُ لِصًّا عَادِيًا ، أَوْ سَبُعًا ضَارِيًا ، أَوْ شَيْطَانًا مَارِدًا - فَيَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ إِلَّا صَرَفَهُ اللَّهُ عَنْهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
مُجَاهِدٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=56إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ قَالَ : الْحَقُّ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
أَبِي مَالِكٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=58عَذَابٍ غَلِيظٍ قَالَ : شَدِيدٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=59كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ قَالَ : الْمُشْرِكُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ قَالَ : الْعَنِيدُ الْمُشَاقُّ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=60وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً قَالَ : لَمْ يُبْعَثْ نَبِيٌّ بَعْدَ
عَادٍ إِلَّا لُعِنَتْ عَلَى لِسَانِهِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
قَتَادَةَ فِي الْآيَةِ قَالَ : تَتَابَعَتْ عَلَيْهِمْ لَعْنَتَانِ مِنَ اللَّهِ : لَعْنَةٌ فِي الدُّنْيَا ، وَلَعْنَةٌ فِي الْآخِرَةِ .