الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              997 (باب ما جاء في الصلاة الوسطى).

                                                                                                                              قال النووي: (باب الدليل لمن قال: الصلاة الوسطى هي صلاة العصر).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ص 128 ج 5 المطبعة المصرية.

                                                                                                                              [وحدثنا عون بن سلام الكوفي. أخبرنا محمد بن طلحة اليامي ، عن زبيد، ، عن مرة، ، عن عبد الله، قال: حبس المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة العصر. حتى احمرت الشمس أو اصفرت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"شغلونا عن الصلاة الوسطى -صلاة العصر- ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا أو قال حشا الله أجوافهم وقبورهم نارا".

                                                                                                                              أو قال :"حشا الله أجوافهم وقبورهم نارا ".]
                                                                                                                              .

                                                                                                                              [ ص: 164 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 164 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن عبد الله بن مسعود) رضي الله عنه: (قال: حبس المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة العصر). يعني: "يوم الأحزاب" كما في حديث علي كرم الله وجهه عند مسلم، وهي الغزوة المشهورة. يقال لها: "الأحزاب"، "والخندق". وكانت سنة أربع من الهجرة. وقيل: خمس.

                                                                                                                              (حتى احمرت الشمس، أو اصفرت).

                                                                                                                              وفي رواية أخرى: "حتى آبت" أي: رجعت إلى مكانها بالليل، أي: غربت.

                                                                                                                              (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شغلونا عن الصلاة الوسطى- صلاة العصر- ملأ الله أجوافهم، وقبورهم، نارا" أو قال "حشا الله أجوافهم، وقبورهم، نارا").

                                                                                                                              وفي الباب أحاديث رواها مسلم "بطرق وألفاظ" وفي كلها: ("الصلاة الوسطى" صلاة العصر).

                                                                                                                              [ ص: 165 ] وهي المرادة مما في الكتاب العزيز: ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) .

                                                                                                                              قال الترمذي: وهو قول أكثر العلماء من الصحابة فمن بعدهم؛ فاتفق القرآن بالسنة، ولله الحمد.

                                                                                                                              وقد حققنا المقام في تفسيرنا "فتح البيان" مما يشفي ويكفي.

                                                                                                                              وهذا الحديث وما في معناه، نص في هذه المسألة، مرفوع. ولا قول لأحد مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكل قول دون قول النبي صلى الله عليه وسلم لا ينبغي الأخذ به، إلا أن يكون موافقا بالسنة المطهرة.

                                                                                                                              وقد صحت بهذا الأحاديث الصحيحة المرفوعة. وقالت طائفة: إنها "الصبح".

                                                                                                                              وأخرى هي: "الظهر".

                                                                                                                              وقال قبيصة: هي "المغرب".

                                                                                                                              وقال غيره: هي "العشاء".

                                                                                                                              وقيل: إحدى الخمس مبهمة.

                                                                                                                              وقيل: جميع الخمس.

                                                                                                                              وقيل: هي "الجمعة".

                                                                                                                              قال النووي: والصحيح من هذه الأقوال قولان: العصر، والصبح.

                                                                                                                              وأصحهما "العصر" للأحاديث الصحيحة.

                                                                                                                              [ ص: 166 ] ثم ذكر تأويل قول كل قائل، وضعفه، أو غلطه.

                                                                                                                              ولقد أحسن في هذا التضعيف، أو التغليط. كيف وكل قول يخالف ظاهر الحديث فهو يستحق الرد.


                                                                                                                              دعوا كل قول عند قول محمد فما آمن في دينه كمخاطر.

                                                                                                                              .




                                                                                                                              الخدمات العلمية