الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 105 ]

                                                                                                                                                                                                                      باب زيادة "من"

                                                                                                                                                                                                                      57- وأما قوله: (يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها) فدخلت فيه (من) كنحو ما تقول في الكلام: "أهل البصرة يأكلون من البر والشعير" وتقول: "ذهبت فأصبت من الطعام" تريد "شيئا" ولم تذكر الشيء. كذلك : (يخرج لنا مما تنبت الأرض) شيئا، ولم يذكر الشيء وإن شئت جعلته على قولك: "ما رأيت من أحد" تريد: "ما رأيت أحدا" و"هل جاءك من رجل" تريد هل جاءك رجل. فإن قلت: "إنما يكون هذا في النفي والاستفهام" فقد جاء في غير ذلك، قال: (ويكفر عنكم من سيئاتكم) فهذا ليس باستفهام ولا نفي. وتقول: "زيد من أفضلها" تريد: هو أفضلها، وتقول العرب: "قد كان من حديث فخل عني حتى أذهب" يريدون: قد كان حديث. ونظيره قولهم: "هل لك في كذا وكذا" ولا يقولون: "حاجة، و: لا عليك" يريدون: "ولا بأس عليك".

                                                                                                                                                                                                                      وأما قوله: (اهبطوا مصرا) وقال: (ادخلوا مصر إن شاء الله) فزعم بعض الناس أنه يعني فيهما جميعا "مصر" بعينها، ولكن ما كان من اسم مؤنث على هذا النحو:

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 106 ]

                                                                                                                                                                                                                      "هند" و"جمل" فمن العرب من يصرفه ومنهم من لا يصرفه. وقال بعضهم: "أما التي في "يوسف" فيعني بها "مصر" بعينها، والتي في "البقرة" يعني بها مصرا من الأمصار.

                                                                                                                                                                                                                      وأما قوله: (وباءوا بغضب من الله) يقول: "رجعوا به" أي صار عليهم، وتقول: "باء بذنبه يبوء بوءا". وقال: (إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك) مثله.

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية