الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2592 - عن محمد بن أبي بكر الثقفي - رضي الله عنه - nindex.php?page=hadith&LINKID=10361023أنه سأل nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ، وهما غاديان من منى إلى عرفة : كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : كان nindex.php?page=treesubj&link=25310يهل منا المهل فلا ينكر عليه ، ويكبر المكبر منا فلا ينكر عليه . متفق عليه .
[ 4 ] باب : nindex.php?page=treesubj&link=3516الوقوف بعرفة أي : الحضور ( بعرفة ) أي : ولو ساعة في وقت الوقوف . قال الطيبي - رحمه الله : هي اسم لبقعة معروفة اهـ . فالجمع في قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198فإذا أفضتم من عرفات باعتبار أجزائها وأماكنها . قال الراغب : سمي بذلك لتعرف العباد إلى الله بالعبادات هناك ، وقيل : للتعارف فيه بين آدم وحواء . وقال النووي : وقيل : لأن جبريل - عليه الصلاة والسلام - أرى إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - المناسك أي : مواضع النسك في ذلك اليوم ، فكان يقول له في كل موضع : أعرفت هذا ؟ فيقول : نعم ، وقيل : هو يوم اصطناع المعروف أهل الحج ، وقيل : يعرفهم الله - تعالى - يومئذ بالمغفرة ، والكرامة ، أي : يطيبهم ، ومنه قوله - تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=6عرفها لهم أي : طيبها ، ونقل عن ابن الحاجب أنه قال في غريب " الموطأ " له : سميت عرفة : لخضوع الناس واعترافهم بذنوبهم ، وقيل : لصبرهم على القيام ، والدعاء ؛ لأن العارف يصبر اهـ . إذ من لم يعرف قدر شيء لم يصبر على مشقته .
الفصل الأول
2592 - ( عن محمد بن أبي بكر الثقفي ) نسبة إلى ثقيف - بالمثلثة ، والقاف - قبيلة بالطائف ، وهو تابعي ( أنه سأل nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك وهما ) والواو للحال ( غاديان ) بالغين المعجمة ، اسم فاعل من الغدو ، أي : ذاهبان أول النهار ( من منى إلى عرفة ) أي : للوقوف ( كيف كنتم ؟ ) أي : معاشر الصحابة ( تصنعون في هذا اليوم ) أي : يوم عرفة ( مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) ؟ إذ العبرة بتلك الأيام المقرونة بالمعية ( فقال ) أي : أنس ( كان يهل ) أي : يلبي ( منا المهل ) : أي : الملبي ، أو المحرم ( فلا ينكر عليه ) : بصيغة المجهول ، أي : لا ينكر عليه أحد ; فيفيد التقرير منه - عليه الصلاة والسلام - والإجماع السكوتي من الصحابة الكرام ( ويكبر المكبر منا فلا ينكر عليه ) قال الطيبي - رحمه الله : وهذا رخصة ، ولا حرج في التكبير ، بل يجوز كسائر الأذكار ، ولكن ليس التكبير في يوم عرفة سنة الحجاج ، بل السنة لهم nindex.php?page=treesubj&link=3412التلبية إلى رمي جمرة العقبة يوم النحر ، ويستحب لغير الحاج في سائر البلاد nindex.php?page=treesubj&link=1145التكبير عقيب الصلوات من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق اهـ .
فالأولى الاستدلال بقوله - تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=203واذكروا الله في أيام معدودات قال : والمسألة مختلفة بين الصحابة ( فأخذا ) أي : صاحبا أبي حنيفة - رحمه الله - بقول علي ، وهو ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة عنه - رضي الله عنه - أنه كان يكبر بعد الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق ، وأخذ أبو حنيفة - رحمه الله - بقول ابن مسعود ، وهو ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة أيضا عن الأسود قال : " كان nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من يوم النحر يقول : nindex.php?page=treesubj&link=1144_1143الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر الله [ ص: 1800 ] أكبر ولله الحمد " قال : وأما جعل التكبيرات ثلاثا في الأولى ، كما يقول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي - رحمه الله - فلا يثبت له ، ويبدأ المحرم بالتكبير ، ثم بالتلبية اهـ . ويجب التكبير عند أبى حنيفة - رحمه الله - بشرط الإقامة ، والحرية ، والذكورة ، وكون الصلاة فريضة بجماعة مستحبة في مصر ، وعندها يجب على كل من يصلي المكتوبة . ( متفق عليه ) ، وفي رواية لمسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10361024غدونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من منى إلى عرفات ، منا الملبي ، ومنا المكبر " .