الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا

                                                                                                                                                                                                                                      أولئك إشارة إلى القائلين وما فيه من معنى البعد مع قربهم في الذكر للإشعار ببعد منزلتهم في الضلال، وهو مبتدأ خبره قوله تعالى: الذين لعنهم الله أي: أبعدهم عن رحمته وطردهم، والجملة مستأنفة لبيان حالهم وإظهار مصيرهم ومآلهم. ومن يلعن الله أي: يبعده عن رحمته. فلن تجد له نصيرا يدفع عنه العذاب دنيويا كان أو أخرويا لا بشفاعة ولا بغيرها، وفيه تنصيص على حرمانهم مما طلبوا منقريش وفي كلمة "لن" وتوجيه الخطاب إلى كل أحد ممن يتسنى له الخطاب وتوحيد النصر منكرا والتعبير عن عدمه بعدم الوجدان المنبئ عن سبق الطلب مسندا إلى المخاطب العام من الدلالة على حرمانهم الأبدي بالكلية ما لا يخفى.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية