الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                [ ص: 439 ] قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون

                                                                                                                                                                                                زينة الله : من الثياب ، وكل ما يتجمل به والطيبات من الرزق : المستلذات من المآكل والمشارب ، ومعنى الاستفهام في من : إنكار تحريم هذه الأشياء ، قيل : كانوا إذا أحرموا حرموا الشاة ، وما يخرج منها من لحمها ، وشحمها ، ولبنها قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا غير خالصة لهم ; لأن المشركين شركاؤهم فيها ، "خالصة" : لهم يوم القيامة : لا يشركهم فيها أحد .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : هلا قيل : "هي للذين آمنوا ولغيرهم" .

                                                                                                                                                                                                قلت : لينبه على أنها خلقت للذين آمنوا على طريق الأصالة ، وأن الكفرة تبع لهم ; كقوله تعالى : ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار [البقرة : 136] وقرئ : "خالصة" بالنصب على الحال ، وبالرفع على أنها خبر بعد خبر .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية