nindex.php?page=treesubj&link=28975_20091_27470_29677_30532_30614_33679_34190_7856nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84فقاتل في سبيل الله تلوين للخطاب وتوجيه له إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق الالتفات وهو جواب شرط محذوف ينساق إليه النظم الكريم، أي: إذا كان الأمر كما حكي من عدم طاعة المنافقين وكيدهم وتقصير الآخرين في مراعاة أحكام الإسلام فقاتل أنت وحدك غير مكترث بما فعلوا. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84لا تكلف إلا نفسك أي: إلا فعل نفسك استئناف مقرر لما قبله فإن اختصاص تكليفه صلى الله عليه وسلم بفعل نفسه من موجبات مباشرته للقتال وحده وفيه دلالة على أن ما فعلوا من التثبيط لا يضره صلى الله عليه وسلم ولا يؤاخذ به. وقيل: هو حال من فاعل "قاتل" أي: فقاتل غير مكلف إلا نفسك، وقرئ "لا تكلف" بالجزم على النهي. وقيل: على جواب الأمر، وقرئ بنون العظمة أى: لا نكلفك إلا فعل نفسك لا على معنى: لا نكلف أحدا إلا نفسك.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84وحرض المؤمنين عطف على الأمر السابق داخل في حكمه فإن كون حال الطائفتين كما
[ ص: 210 ] حكي سبب للأمر بالقتال وحده وبتحريض خلص المؤمنين ، والتحريض على الشيء: الحث عليه والترغيب فيه. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب: كأنه في الأصل إزالة الحرض وهو ما لا خير فيه ولا يعتد به أي: رغبهم في القتال ولا تعنف بهم وإنما لم يذكر المحرض عليه لغاية ظهوره. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا عدة منه سبحانه وتعالى محققة الإنجاز بكف شدة الكفرة ومكرهم فإن ما صدر بـ"لعل" و"عسى" مقرر الوقوع من جهته عز وجل وقد كان كذلك حيث روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم واعد
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبا سفيان بعد حرب
أحد موسم
بدر الصغرى في ذي القعدة فلما بلغ الميعاد دعا الناس إلى الخروج فكرهه بعضهم فنزلت، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعين راكبا ووافوا الموعد وألقى الله تعالى في قلوب الذين كفروا الرعب فرجعوا من مر
الظهران. وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وافى بجيشه
بدرا وأقام بها ثماني ليال وكانت معهم تجارات فباعوها وأصابوا خيرا كثيرا وقد مر في سورة آل عمران.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84والله أشد بأسا أي: من
قريش. nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84وأشد تنكيلا أي: تعذيبا وعقوبة تنكل من يشاهدها عن مباشرة ما يؤدي إليها، والجملة اعتراض تذييلي مقرر لما قبلها وإظهار الاسم الجليل لتربية المهابة وتعليل الحكم وتقوية استقلال الجملة وتكرير الخبر لتأكيد التشديد.
nindex.php?page=treesubj&link=28975_20091_27470_29677_30532_30614_33679_34190_7856nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهِ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَلْوِينٌ لِلْخِطَابِ وَتَوْجِيهٌ لَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَرِيقِ الِالْتِفَاتِ وَهُوَ جَوَابُ شَرْطٍ مَحْذُوفٍ يَنْسَاقُ إِلَيْهِ النَّظْمُ الْكَرِيمُ، أَيْ: إِذَا كَانَ الْأَمْرُ كَمَا حُكِيَ مِنْ عَدَمِ طَاعَةِ الْمُنَافِقِينَ وَكَيْدِهِمْ وَتَقْصِيرِ الْآخَرِينَ فِي مُرَاعَاةِ أَحْكَامِ الْإِسْلَامِ فَقَاتِلْ أَنْتَ وَحْدَكَ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ بِمَا فَعَلُوا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ أَيْ: إِلَّا فِعْلَ نَفْسِكَ اسْتِئْنَافٌ مُقَرِّرٌ لِمَا قَبْلَهُ فَإِنَّ اخْتِصَاصَ تَكْلِيفِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفِعْلِ نَفْسِهِ مِنْ مُوجِبَاتِ مُبَاشَرَتِهِ لِلْقِتَالِ وَحْدَهُ وَفِيهِ دِلَالَةٌ عَلَى أَنَّ مَا فَعَلُوا مِنَ التَّثْبِيطِ لَا يَضُرُّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يُؤَاخَذُ بِهِ. وَقِيلَ: هُوَ حَالٌ مِنْ فَاعِلِ "قَاتِلْ" أَيْ: فَقَاتِلْ غَيْرَ مُكَلَّفٍ إِلَّا نَفْسَكَ، وَقُرِئَ "لَا تُكَلِّفْ" بِالْجَزْمِ عَلَى النَّهْيِ. وَقِيلَ: عَلَى جَوَابِ الْأَمْرِ، وَقُرِئَ بِنُونِ الْعَظَمَةِ أَىْ: لَا نُكَلِّفُكَ إِلَّا فِعْلَ نَفْسِكَ لَا عَلَى مَعْنَى: لَا نُكَلِّفُ أَحَدَاً إِلَّا نَفْسَكَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَطْفٌ عَلَى الْأَمْرِ السَّابِقِ دَاخِلٌ فِي حُكْمِهِ فَإِنَّ كَوْنَ حَالِ الطَّائِفَتَيْنِ كَمَا
[ ص: 210 ] حُكِيَ سَبَبٌ لِلْأَمْرِ بِالْقِتَالِ وَحْدَهُ وَبِتَحْرِيضِ خُلَّصِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَالتَّحْرِيضُ عَلَى الشَّيْءِ: الْحَثُّ عَلَيْهِ وَالتَّرْغِيبُ فِيهِ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14343الرَّاغِبُ: كَأَنَّهُ فِي الْأَصْلِ إِزَالَةُ الْحَرَضِ وَهُوَ مَا لَا خَيْرَ فِيهِ وَلَا يُعْتَدُّ بِهِ أَيْ: رَغِّبْهُمْ فِي الْقِتَالِ وَلَا تَعْنُفْ بِهِمْ وَإِنَّمَا لَمْ يُذْكَرِ الْمُحَرِّضُ عَلَيْهِ لِغَايَةِ ظُهُورِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا عِدَةٌ مِنْهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مُحَقَّقَةُ الْإِنْجَازِ بِكَفِّ شِدَّةِ الْكَفَرَةِ وَمَكْرِهِمْ فَإِنَّ مَا صُدِّرَ بِـ"لَعَلَّ" وَ"عَسَى" مُقَرَّرُ الْوُقُوعِ مِنْ جِهَتِهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَدْ كَانَ كَذَلِكَ حَيْثُ رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاعَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبَا سُفْيَانَ بَعْدَ حَرْبِ
أُحُدٍ مَوْسِمَ
بَدْرٍ الصُّغْرَى فِي ذِي الْقَعْدَةِ فَلَمَّا بَلَغَ الْمِيعَادَ دَعَا النَّاسَ إِلَى الْخُرُوجِ فَكَرِهَهُ بَعْضُهُمْ فَنَزَلَتْ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَبْعِينَ رَاكِبَاً وَوَافَوُا الْمَوْعِدَ وَأَلْقَى اللَّهُ تَعَالَى فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوُا الرُّعْبَ فَرَجَعُوا مِنْ مَرِّ
الظَّهْرَانِ. وَرُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَافَى بِجَيْشِهِ
بَدْرَاً وَأَقَامَ بِهَا ثَمَانِيَ لَيَالٍ وَكَانَتْ مَعَهُمْ تِجَارَاتٌ فَبَاعُوهَا وَأَصَابُوا خَيْرَاً كَثِيرَاً وَقَدْ مَرَّ فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا أَيْ: مِنْ
قُرَيْشٍ. nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=84وَأَشَدُّ تَنْكِيلا أَيْ: تَعْذِيبَاً وَعُقُوبَةً تُنَكِّلُ مَنْ يُشَاهِدُهَا عَنْ مُبَاشَرَةِ مَا يُؤَدِّي إِلَيْهَا، وَالْجُمْلَةُ اعْتِرَاضٌ تَذْيِيلِيٌّ مُقَرِّرٌ لِمَا قَبْلَهَا وَإِظْهَارُ الِاسْمِ الْجَلِيلِ لِتَرْبِيَةِ الْمَهَابَةِ وَتَعْلِيلِ الْحُكْمِ وَتَقْوِيَةِ اسْتِقْلَالِ الْجُمْلَةِ وَتَكْرِيرُ الْخَبَرِ لِتَأْكِيدِ التَّشْدِيدِ.