الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 710 ) فصل : إذا زاد على قول : " ملء السماء وملء الأرض ، وملء ما شئت من شيء بعد " ، فقد نقل أبو الحارث ، عن أحمد أنه إن شاء قال : أهل الثناء والمجد . قال أبو عبد الله : وأنا أقول ذلك . فظاهر هذا أنه يستحب ذلك ، وهو اختيار أبي حفص ، وهو الصحيح ; لأن أبا سعيد روى ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول { : ربنا ولك الحمد ، ملء السماء وملء الأرض ، وملء ما شئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد : لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد } . رواه أبو داود ، والأثرم . وعن ابن أبي أوفى ، أن النبي صلى الله عليه وسلم زاد { : اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد ، اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس } . رواه مسلم

                                                                                                                                            ، وقد { كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل القيام بين الركوع والسجود } ، وقال أنس { : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال : سمع الله لمن حمده . قام حتى نقول : قد أوهم ، ثم يسجد ويقعد بين السجدتين حتى نقول : قد أوهم . } رواه مسلم . وليست حالة سكوت ، فيعلم أنه عليه السلام قد كان يزيد على هذه الكلمات ، لكونها لا تستغرق هذا القيام كله ، وروي عن أحمد ، أنه قيل له : أفلا يزيد على هذا فيقول : أهل الثناء والمجد ؟ فقال : قد روي ذلك ، وأما أنا فأقول هذا ، إلى " ما شئت من شيء بعد " فظاهر هذا أنه لا يستحب ذلك في الفريضة اتباعا لأكثر الأحاديث الصحيحة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية