الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي ، قال : ثنا الحسن بن المثنى ، قال : ثنا عفان ، قال : ثنا همام قال :سمعت قتادة ، قال : ثنا مطرف قال :كنا نأتي زيد بن صوحان وكان يقول : يا عباد الله أكرموا وأجملوا ، فإنما وسيلة العباد إلى الله بخصلتين الخوف والطمع ؛ فأتيته ذات يوم وقد كتبوا كتابا فنسقوا كلاما من هذا النحو : إن الله ربنا ، ومحمد نبينا ، والقرآن إمامنا ، ومن كان معنا كنا وكنا [ له ] ، ومن خالفنا كانت يدنا عليه وكنا وكنا ، قال : فجعل يعرض الكتاب عليهم رجلا رجلا فيقولون : أقررت يا فلان ؟ حتى انتهوا إلي ، فقالوا : أقررت يا غلام ؟ قلت : لا ، قال : لا تعجلوا على الغلام ما تقول يا غلام ؟ قال : قلت : إن الله قد أخذ علي عهدا في كتابه فلن أحدث عهدا سوى العهد الذي أخذه الله عز وجل علي ؟ قال : فرجع القوم من عند آخرهم ما أقر به أحد منهم ، قال : قلت لمطرف : كم كنتم ؟ قال : زهاء ثلاثين رجلا ، قال قتادة : وكان مطرف إذا كانت الفتنة نهى عنها وهرب ، وكان الحسن ينهى عنها ولا يبرح ، وقال مطرف : ما أشبه الحسن إلا برجل يحذر الناس السيل ويقوم لسببه .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا محمد بن الصباح ، قال : ثنا سفيان قال قال مطرف : إن الفتنة ليست تأتي تهدي الناس ، ولكن إنما تأتي تقارع المؤمن عن دينه ، ولأن يقول الله لم لا قتلت فلانا ؟ أحب إلي من أن يقول : لم قتلت فلانا .

              حدثنا محمد بن أحمد ، قال : ثنا محمد بن سهل ، قال : ثنا حميد بن مسعدة ، قال : ثنا جعفر بن سليمان ، قال : ثنا ثابت ، عن مطرف : إن الفتنة لا تجيء تهدي الناس ، ولكن تجيء تقارع المؤمن عن دينه .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، قال : ثنا عبد الرحمن بن محمد ، قال : ثنا هناد بن [ ص: 205 ] السري ، قال : ثنا وكيع ، عن أبي العلاء الضحاك بن يسار ، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير ، عن أخيه مطرف ، قال : إن العبد إذا استوت سريرته وعلانيته ، قال الله عز وجل : هذا عبدي حقا ، قال : وقال مطرف : ليخلصن الجبار بين الخلائق يوم القيامة حتى يؤخذ للجماء من القرناء بفضل قرنها .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية