الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                وسئل رحمه الله تعالى عن بلد فيها جوار سائبات يزنون مع النصارى والمسلمين ؟

                التالي السابق


                فأجاب : على سيد الأمة إذا زنت أن يقيم عليها الحد كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها ; ثم إن زنت فليجلدها ; ثم إن زنت فليجلدها ; ثم إن زنت في الرابعة فليبعها ولو بظفير } والظفير الحبل . فإن لم يفعل ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عاصيا لله ورسوله . وكان إصراره على المعصية قادحا في عدالته . فأما إذا كان هو يرسلها لتبغي وتنفق على نفسها من مهر البغاء أو يأخذ هو شيئا من ذلك : فهذا ممن لعنه الله ورسوله ; وهو فاسق خبيث ; أذن في الكبيرة وأخذ مهر البغي ; ولم ينهها عن الفاحشة . ومثل هذا لا يجوز أن يكون معدلا ; بل لا يجوز إقراره بين المسلمين ; بل يستحق العقوبة [ ص: 179 ] الغليظة حتى يصون إماءه . وأقل العقوبة أن يهجر فلا يسلم عليه ولا يصلى خلفه إذا أمكنت الصلاة خلف غيره ولا يستشهد ولا يولى ولاية أصلا . ومن استحل ذلك فهو كافر مرتد يستتاب فإن تاب وإلا قتل وكان مرتدا لا ترثه ورثته المسلمون . وإن كان جاهلا بالتحريم عرف ذلك حتى تقوم عليه الحجة فإن هذا من المحرمات المجمع عليها .




                الخدمات العلمية