الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فأم ]

                                                          فأم : الفئام : وطاء يكون للمشاجر ، وقيل : هو الهودج الذي قد وسع أسفله بشيء زيد فيه ؛ وقيل : هو عكم مثل الجوالق صغير الفم يغطى به مركب المرأة ، يجعل واحد من هذا الجانب وآخر من هذا الجانب ؛ قال لبيد :


                                                          وأربد فارس الهيجا إذا ما تقعرت المشاجر بالفئام

                                                          والجمع فئوم . وفي التهذيب : الجمع فؤم على وزن فعل مثل خمار وخمر . وفأم الهودج وأفأمه : وسع أسفله ؛ قال زهير :


                                                          على كل قيني قشيب مفأم

                                                          ويروى : ومفأم . وهودج مفأم ، على مفعل : وطئ بالفئام . والتفئيم : توسيع الدلو . يقال : أفأمت الدلو وأفعمته إذا ملأته . ومزادة مفأمة : إذا وسعت بجلد ثالث بين الجلدين كالراوية والشعيب ، وكذلك الدلو المفأمة . الجوهري : أفأمت الرحل والقتب إذا وسعته وزدت فيه ، وفأمته تفئيما مثله ، ورحل مفأم ومفأم ؛ وأنشد بيت زهير أيضا :


                                                          ظهرن من السوبان ثم جزعنه     على كل قيني قشيب ومفأم

                                                          وقال رؤبة :


                                                          عبلا ترى في خلقه تفئيما

                                                          ضخما وسعة . أبو عمرو : فأمت وصأمت إذا رويت من الماء . وقال أبو عمرو : التفاؤم أن تملأ الماشية أفواهها من العشب . ابن الأعرابي : فأم البعير إذا ملأ فاه من العشب ؛ وأنشد :


                                                          ظلت برمل عالج تسنمه     في صليان ونصي تفأمه



                                                          وقال أبو تراب : سمعت أبا السميدع يقول : فأمت في الشراب وصأمت إذا كرعت فيه نفسا ؛ قال أبو منصور : كأنه من أفأمت الإناء إذا أفعمته وملأته . والأفآم : فروغ الدلو الأربعة التي بين أطراف العراقي ؛ حكاها ثعلب ؛ وأنشد في صفة دلو :


                                                          كأن تحت الكيل من أفآمها     شقراء خيل شد من حزامها


                                                          وبعير مفأم ومفأم : سمين واسع الجوف . ويقال للبعير إذا امتلأ شحما : قد فئم حاركه ، وهو مفأم . والفئام : الجماعة من الناس ؛ قال :


                                                          كأن مجامع الربلات منها     فئام ينهضون إلى فئام

                                                          وفي التهذيب :


                                                          فئام مجلبون إلى فئام



                                                          قال الجوهري : لا واحد له من لفظه . يقال : عند فلان فئام من الناس ، والعامة تقول فيام ، بلا همز ، وهي الجماعة . وفي الحديث : [ ص: 119 ] يكون الرجل على الفئام من الناس ؛ هو مهموز الجماعة الكثيرة . وفي ترجمة فعم : سقاء مفعم ومفأم أي مملوء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية