الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أبو بكر بن خلاد ، قال : ثنا محمد بن يونس ، قال : ثنا أزهر بن سعيد ، قال : ثنا ابن عون ، قال : دخلت على محمد ابن سيرين وبين يديه شهدة ، فقال : هلم فكل فإن الطعام أهون من أن يقسم عليه .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، قال : [ ص: 269 ] ثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا أحمد بن منصور ، قال : ثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : ثنا قرة بن خالد ، قال : أكلت في بيت محمد ابن سيرين طعاما فلما شبعت أخذت المنديل ورفعت يدي ، فقال لي محمد : إن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما قال : الطعام أهون من أن يقسم عليه . حدثنا سليمان بن أحمد قال : ثنا أبو مسلم الكشي ، قال : ثنا بكار بن محمد السيريني ، قال : ثنا ابن عون ، قال : ما أتينا محمد ابن سيرين في يوم قط إلا أطعمنا خبيصا أو فالوذجا .

              حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ، قال : ثنا يحيى بن مطرف ، قال : ثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : ثنا أبو خلدة ، قال : دخلت على محمد ابن سيرين أنا وابن عون وسهم الفرائضي ، فقال : ما أدري ما أتحفكم به ؟ كلكم في بيته خبز ولحم ، فقدم إلينا شهدة وجعل يقطع لنا بيده ونأكل .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا علي بن عبد العزيز ، قال : ثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : ثنا أبو خلدة ، قال : دخلنا على محمد ابن سيرين فقال : ما أدري ما أتحفكم به ؟ كلكم في بيته الخبز واللحم ، يا جارية هات تلك الشهدة ، فجاءت بها فجعل يقطع ويأكل ويطعمنا .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا عبد الله بن وهيب الغزي ، قال : ثنا محمد بن أبي السري ، قال ضمرة ، عن رجاء بن أبي سلمة ، عن ابن عون قال : كان في أهل ابن سيرين فرح فأتاهم فرقد السبخي يهنئهم فأتوه بخبيص فأبى أن يأكله ، فأتوه بسمن وعسل وخبز نقي فجعل يأكل فقال ابن سيرين : وهل الذي تركت إلا هذا الذي تأكله .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا علي بن مسلم ، قال : ثنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ، عن أبيه ، قال : دخلت على ابن سيرين في يوم حار فرأى في وجهي اللغب ، فقال : جارية : هات لحبيب غذاء هات هات ، حتى قال ذلك مرارا ، قلت : لا أريده ، قال : هات ، فلما جاءت به قلت : لا أريده ، قال : كل لقمة وأنت بالخيار ، فلما أكلت لقمة . نشطت فأكلت حتى شبعت .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : ثنا [ ص: 270 ] إبراهيم بن حبيب ، عن هشام ، قال : كان آل ابن سيرين لا يدخل عليهم داخل إلا قربوا له طعاما ، حتى إذا كان آخرا وخفت حالهم كانوا يشترون من ذلك البسر المطبوخ أو المغلي ; فإذا دخل داخل قدموا إليه من ذلك البسر .

              حدثنا عثمان بن محمد العثماني ، قال : ثنا أبو روق ، قال : ثنا عبد الله بن الفضل ، قال : ثنا الأصمعي ، عن ابن عون ، عن محمد ابن سيرين ، أنه حين ركبه الدين خفف مطعمه حتى كنت آوي له ، وكان أكثر ما يأتدم به السمك الصغار .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا أحمد بن يحيى ثعلب ، قال : ثنا محمد بن سلام ، قال : ثنا الأصمعي ، قال : ثنا أبو هلال الراسبي ، قال : دعانا محمد ابن سيرين إلى الغداء ، وكان أدمه هذا السمك الصغار ، فما قام منا إلا أبو عطارد .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية