nindex.php?page=treesubj&link=28975_28723_29680_29687_31048_34198_34274_34513nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=170يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيرا لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=170يا أيها الناس بعد ما حكى لرسول الله صلى الله عليه وسلم تعلل اليهود بالأباطيل واقتراحهم الباطل تعنتا ورد عليهم ذلك بتحقيق نبوته عليه الصلاة والسلام وتقرير رسالته ببيان أن شأنه عليه الصلاة والسلام في أمر الوحي والإرسال كشئون من يعترفون بنبوته من مشاهير الأنبياء عليهم السلام وأكد ذلك بشهادته سبحانه وشهادة الملائكة أمر المكلفون كافة على طريق تلوين الخطاب بالإيمان بذلك أمرا مشفوعا بالوعد بالإجابة والوعيد على الرد تنبيها على أن الحجة قد لزمت ولم يبق بعد ذلك لأحد عذر في عدم القبول. وقوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=170قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم تكرير للشهادة وتقرير لحقية المشهود به وتمهيد لما يعقبه من الأمر بالإيمان ، وإيراده عليه الصلاة والسلام بعنوان الرسالة لتأكيد وجوب طاعته، والمراد بالحق: هو القرآن الكريم، والباء متعلقة بـ"جاءكم" فهي للتعدية أو بمحذوف وقع حالا من
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=170 "الرسول" أي: ملتبسا بالحق و"من" أيضا متعلقة إما بالفعل وإما بمحذوف هو حال من الحق، أي: جاءكم به من عنده تعالى أو جاءكم بالحق كائنا من عنده تعالى والتعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضمير المخاطبين للإيذان بأن ذلك لتربيتهم وتبليغهم إلى كمالهم اللائق بهم ترغيبا لهم في الامتثال بما بعده من الأمر، والفاء في قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=170فآمنوا للدلالة على إيجاب ما قبلها لما بعدها أي: فآمنوا به وبما جاء به من الحق. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=170خيرا لكم منصوب على أنه مفعول لفعل واجب الإضمار كما هو رأي
nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه، أي: اقصدوا أو ائتوا أمرا خيرا لكم مما أنتم فيه من الكفر أو على أنه نعت لمصدر محذوف كما هو رأي
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء أي: آمنوا إيمانا خيرا لكم أو على أنه خبر كان المضمرة الواقعة جوابا للأمر لا جزاء للشرط الصناعي وهو رأي الكسائي وأبي عبيدة أي: يكن الإيمان خيرا لكم.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=170وإن تكفروا أي: أن تصروا وتستمروا على الكفر به.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=170فإن لله ما في السماوات والأرض من الموجودات سواء كانت داخلة في حقيقتهما وبذلك يعلم حال أنفسهما على أبلغ وجه وآكده أو خارجة عنهما مستقرة فيهما من العقلاء وغيرهم فيدخل في جملتهم المخاطبون دخولا أوليا أي: كلها له عز وجل
[ ص: 259 ] خلقا وملكا وتصرفا لا يخرج من ملكوته وقهره شيء منها فمن هذا شأنه فهو قادر على تعذيبكم بكفركم لا محالة أو فمن كان كذلك فهو غني عنكم وعن غيركم لا يتضرر بكفركم ولا ينتفع بإيمانكم، وقيل: فمن كان كذلك فله عبيد يعبدونه وينقادون لأمره.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=170وكان الله عليما مبالغا في العلم فهو أعلم بأحوال الكل فيدخل في ذلك علمه تعالى بكفرهم دخولا أوليا.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=170حكيما مراعيا للحكمة في جميع أفعاله التي من جملتها تعذيبه تعالى إياهم بكفرهم.
nindex.php?page=treesubj&link=28975_28723_29680_29687_31048_34198_34274_34513nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=170يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=170يَا أَيُّهَا النَّاسُ بَعْدَ مَا حَكَى لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَلُّلَ الْيَهُودِ بِالْأَبَاطِيلِ وَاقْتِرَاحَهُمُ الْبَاطِلَ تَعَنُّتَاً وَرَدَّ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ بِتَحْقِيقِ نُبُوَّتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَتَقْرِيرِ رِسَالَتِهِ بِبَيَانِ أَنَّ شَأْنَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي أَمْرِ الْوَحْيِ وَالْإِرْسَالِ كَشُئُونِ مَنْ يَعْتَرِفُونَ بِنُبُوَّتِهِ مِنْ مَشَاهِيرِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَأَكَّدَ ذَلِكَ بِشَهَادَتِهِ سُبْحَانَهُ وَشَهَادَةِ الْمَلَائِكَةِ أُمِرَ الْمُكَلَّفُونَ كَافَّةً عَلَى طَرِيقِ تَلْوِينِ الْخِطَابِ بِالْإِيمَانِ بِذَلِكَ أَمْرَاً مَشْفُوعَاً بِالْوَعْدِ بِالْإِجَابَةِ وَالْوَعِيدِ عَلَى الرَّدِّ تَنْبِيهَاً عَلَى أَنَّ الْحُجَّةَ قَدْ لَزِمَتْ وَلَمْ يَبْقَ بَعْدَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ عُذْرٌ فِي عَدَمِ الْقَبُولِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=170قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ تَكْرِيرٌ لِلشَّهَادَةِ وَتَقْرِيرٌ لِحَقِّيَّةِ الْمَشْهُودِ بِهِ وَتَمْهِيدٌ لِمَا يَعْقُبُهُ مِنَ الْأَمْرِ بِالْإِيمَانِ ، وَإِيرَادُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِعُنْوَانِ الرِّسَالَةِ لِتَأْكِيدِ وُجُوبِ طَاعَتِهِ، وَالْمُرَادُ بِالْحَقِّ: هُوَ القرآن الْكَرِيمُ، وَالْبَاءُ مُتَعَلِّقَةٌ بِـ"جَاءَكُمْ" فَهِيَ لِلتَّعْدِيَةِ أَوْ بِمَحْذُوفٍ وَقَعَ حَالَاً مِنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=170 "الرَّسُولُ" أَيْ: مُلْتَبِسَاً بِالْحَقِّ وَ"مِنْ" أَيْضَاً مُتَعَلِّقَةٌ إِمَّا بِالْفِعْلِ وَإِمَّا بِمَحْذُوفٍ هُوَ حَالٌ مِنَ الْحَقِّ، أَيْ: جَاءَكُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِهِ تَعَالَى أَوْ جَاءَكُمْ بِالْحَقِّ كَائِنَاً مِنْ عِنْدِهِ تَعَالَى وَالتَّعَرُّضُ لِعُنْوَانِ الربوبية مَعَ الْإِضَافَةِ إِلَى ضَمِيرِ الْمُخَاطَبِينَ لِلْإِيذَانِ بِأَنَّ ذَلِكَ لِتَرْبِيَتِهِمْ وَتَبْلِيغِهِمْ إِلَى كَمَالِهِمُ اللَّائِقِ بِهِمْ تَرْغِيبَاً لَهُمْ فِي الِامْتِثَالِ بِمَا بَعْدَهُ مِنَ الْأَمْرِ، وَالْفَاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=170فَآمِنُوا لِلدِّلَالَةِ عَلَى إِيجَابِ مَا قَبْلَهَا لِمَا بَعْدَهَا أَيْ: فَآمِنُوا بِهِ وَبِمَا جَاءَ بِهِ مِنَ الْحَقِّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=170خَيْرًا لَكُمْ مَنْصُوبٌ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ لِفِعْلٍ وَاجِبِ الْإِضْمَارِ كَمَا هُوَ رَأْيُ
nindex.php?page=showalam&ids=14248الْخَلِيلِ nindex.php?page=showalam&ids=16076وَسِيبَوَيْهِ، أَيِ: اقْصُدُوا أَوِ ائْتُوا أَمْرَاً خَيْرَاً لَكُمْ مِمَّا أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ الْكُفْرِ أَوْ عَلَى أَنَّهُ نَعْتٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ كَمَا هُوَ رَأْيُ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءِ أَيْ: آمِنُوا إِيمَانَاً خَيْرَاً لَكُمْ أَوْ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ كَانَ الْمُضْمَرَةِ الْوَاقِعَةِ جَوَابَاً لِلْأَمْرِ لَا جَزَاءً لِلشَّرْطِ الصِّنَاعِيِّ وَهُوَ رَأْيُ الْكِسَائِيِّ وَأَبِي عُبَيْدَةَ أَيْ: يَكُنِ الْإِيمَانُ خَيْرَاً لَكُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=170وَإِنْ تَكْفُرُوا أَيْ: أَنْ تُصِرُّوا وَتَسْتَمِرُّوا عَلَى الْكُفْرِ بِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=170فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مِنَ الْمَوْجُودَاتِ سَوَاءً كَانَتْ دَاخِلَةً فِي حَقِيقَتِهِمَا وَبِذَلِكَ يُعْلَمُ حَالُ أَنْفُسِهِمَا عَلَى أَبْلَغِ وَجْهٍ وَآكَدِهِ أَوْ خَارِجَةً عَنْهُمَا مُسْتَقِرَّةً فِيهِمَا مِنَ الْعُقَلَاءِ وَغَيْرِهِمْ فَيَدْخُلُ فِي جُمْلَتِهِمُ الْمُخَاطَبُونَ دُخُولَاً أَوَّلِيَّاً أَيْ: كُلُّهَا لَهُ عَزَّ وَجَلَّ
[ ص: 259 ] خَلْقَاً وَمِلْكَاً وَتَصَرُّفَاً لَا يَخْرُجُ مِنْ مَلَكُوتِهِ وَقَهْرِهِ شَيْءٌ مِنْهَا فَمَنْ هَذَا شَأْنُهُ فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى تَعْذِيبِكُمْ بِكُفْرِكُمْ لَا مَحَالَةَ أَوْ فَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَعَنْ غَيْرِكُمْ لَا يَتَضَرَّرُ بِكُفْرِكُمْ وَلَا يَنْتَفِعُ بِإِيمَانِكُمْ، وَقِيلَ: فَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ فَلَهُ عَبِيدٌ يَعْبُدُونَهُ وَيَنْقَادُونَ لِأَمْرِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=170وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا مُبَالِغَاً فِي الْعِلْمِ فَهُوَ أَعْلَمُ بِأَحْوَالِ الْكُلِّ فَيَدْخُلُ فِي ذَلِكَ علمه تعالى بِكُفْرِهِمْ دُخُولَاً أَوَّلِيَّاً.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=170حَكِيمًا مُرَاعِيَاً لِلْحِكْمَةِ فِي جَمِيعِ أَفْعَالِهِ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا تَعْذِيبُهُ تَعَالَى إِيَّاهُمْ بِكُفْرِهِمْ.