الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين

                                                                                                                                                                                                                                        فكلوا مما ذكر اسم الله عليه مسبب عن إنكار اتباع المضلين الذين يحرمون الحلال ويحللون الحرام، والمعنى كلوا مما ذكر اسم الله على ذبحه لا مما ذكر عليه اسم غيره أو مات حتف أنفه. إن كنتم بآياته مؤمنين فإن الإيمان بها يقتضي استباحة ما أحله الله سبحانه وتعالى واجتناب ما حرمه.

                                                                                                                                                                                                                                        وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وأي غرض لكم في أن تتحرجوا عن أكله وما يمنعكم عنه.

                                                                                                                                                                                                                                        وقد فصل لكم ما حرم عليكم مما لم يحرم بقوله: حرمت عليكم الميتة وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر فصل على البناء للمفعول، ونافع ويعقوب وحفص حرم على البناء للفاعل. إلا ما اضطررتم إليه مما حرم عليكم فإنه أيضا حلال حال الضرورة. وإن كثيرا ليضلون بتحليل الحرام وتحريم الحلال.

                                                                                                                                                                                                                                        قرأ الكوفيون بضم الياء والباقون بالفتح. بأهوائهم بغير علم بتشبيههم من غير تعلق بدليل يفيد العلم. إن ربك هو أعلم بالمعتدين بالمجاوزين الحق إلى الباطل والحلال إلى الحرام.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية