الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فقل سلام عليكم [54]

                                                                                                                                                                                                                                        رفع بالابتداء، وفيه معنى المنصوب عند سيبويه ، فلذلك ابتدئ بالنكرة كتب ربكم على نفسه الرحمة أي: أوجب، فخوطب العباد على ما يعرفون من أنه من كتب شيئا فقد أوجبه على نفسه. وقيل: كتب ذلك في اللوح المحفوظ.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : وقد ذكرنا قراءة من قرأ (أنه) (فأنه) ففتحهما جميعا، وقراءة من كسرهما جميعا، وقراءة من فتح الأولى وكسر الثانية.

                                                                                                                                                                                                                                        وقرأ عبد الرحمن الأعرج بكسر الأولى وفتح الثانية، كذا روى عنه ابن سعدان.

                                                                                                                                                                                                                                        فمن فتحهما جميعا جعل الأولى بدلا من الرحمة أو على إضمار مبتدأ، أي هي كذا، والثانية مكررة عند سيبويه ، كما قال الله - جل وعز -: لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب وقال - جل وعز -: إن الذين آمنوا والذين هادوا ثم قال بعد: إن الله يفصل بينهم

                                                                                                                                                                                                                                        وقال الأخفش وأبو حاتم : (أن) الثانية في موضع رفع بالابتداء، أي: فالمغفرة له، وهذا خطأ عند سيبويه ، وسيبويه لا يجوز عنده أن يبتدأ بـ(أن) ولكن قال بعض النحويين: يجوز أن تكون (أن) الثانية في موضع رفع على إضمار مبتدأ، أي: فالذي له أن الله غفور [ ص: 70 ] رحيم.

                                                                                                                                                                                                                                        ومن كسرهما جميعا جعل الأولى مبتدأة، وجعل كتب بمعنى قال، وكسر الثانية؛ لأنها بعد الفاء في جواب الشرط.

                                                                                                                                                                                                                                        ومن كسر الأولى وفتح الثانية جعل الأولى كما قلنا، وفتح الثانية على إضمار مبتدأ. وأنكر أبو حاتم هذه القراءة، ولم يقع إليه.

                                                                                                                                                                                                                                        ومن فتح الأولى وكسر الثانية جعل الأولى كما ذكرنا فيمن فتحهما جميعا، وكسر الثانية على ما يجب فيها بعد الفاء، فهذه القراءة بينة في العربية.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية