nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57قل إني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57قل إني على بينة من ربي أي: دلالة ويقين وحجة وبرهان، لا على هوى; ومنه البينة لأنها تبين الحق وتظهره.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57وكذبتم به أي: بالبينة لأنها في معنى البيان; كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=8وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقيل: يعود على الرب، أي: كذبتم بربي لأنه جرى ذكره.
وقيل: بالعذاب. وقيل: بالقرآن. وفي معنى هذه الآية والتي قبلها ما أنشده
مصعب بن عبد الله بن الزبير لنفسه، وكان شاعرا محسنا رضي الله عنه:
[ ص: 2520 ] أأقعد بعد ما رجفت عظامي وكان الموت أقرب ما يليني أجادل كل معترض خصيم
وأجعل دينه غرضا لديني فأترك ما علمت لرأي غيري
وليس الرأي كالعلم اليقين وما أنا والخصومة وهي شيء
يصرف في الشمال وفي اليمين وقد سنت لنا سنن قوام
يلحن بكل فج أو وجين وكان الحق ليس به خفاء
أغر كغرة القلق المبين وما عوض لنا منهاج جهم
بمنهاج ابن آمنة الأمين فأما ما علمت فقد كفاني
وأما ما جهلت فجنبوني
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57ما عندي ما تستعجلون به أي: العذاب; فإنهم كانوا لفرط تكذيبهم يستعجلون نزوله استهزاء نحو قولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=92أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء وقيل: ما عندي من الآيات التي تقترحونها.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57إن الحكم إلا لله أي: ما الحكم إلا لله في تأخير العذاب وتعجيله.
وقيل: الحكم الفاصل بين الحق والباطل لله.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57يقص الحق أي: يقص القصص الحق; وبه استدل من منع المجاز في القرآن، وهي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع وابن كثير nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد والأعرج nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس; قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: قال الله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3نحن نقص عليك أحسن القصص والباقون: (يقضي الحق) بالضاد المعجمة، وكذلك قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=8علي -رضي الله عنه-
وأبو عبد الرحمن السلمي nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب، وهو مكتوب في المصحف بغير ياء، ولا ينبغي الوقف عليه، وهو من القضاء; ودل على ذلك أن بعده:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57وهو خير الفاصلين والفصل لا يكون إلا
[ ص: 2521 ] قضاء دون قصص، ويقوي ذلك قوله قبله:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57إن الحكم إلا لله ويقوي ذلك أيضا قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: (إن الحكم إلا لله يقضي الحق) فدخول الباء يؤكد معنى القضاء.
قال
النحاس: هذا لا يلزم؛ لأن معنى "يقضي" يأتي ويصنع فالمعنى: يأتي الحق، ويجوز أن يكون المعنى: يقضي القضاء الحق. قال
مكي: وقراءة الصاد أحب إلي; لاتفاق الحرميين
nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم على ذلك، ولأنه لو كان من القضاء للزمت الباء فيه كما أتت في قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، قال
النحاس: وهذا الاحتجاج لا يلزم; لأن مثل هذه الباء تحذف كثيرا.
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي أَيْ: دَلَالَةٍ وَيَقِينٍ وَحَجَّةٍ وَبِرِهَانٍ، لَا عَلَى هَوًى; وَمِنْهُ الْبَيِّنَةُ لِأَنَّهَا تُبَيِّنُ الْحَقَّ وَتُظْهِرُهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57وَكَذَّبْتُمْ بِهِ أَيْ: بِالْبَيِّنَةِ لِأَنَّهَا فِي مَعْنَى الْبَيَانِ; كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=8وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقِيلَ: يَعُودُ عَلَى الرَّبِّ، أَيْ: كَذَّبْتُمْ بِرَبِّي لِأَنَّهُ جَرَى ذِكْرُهُ.
وَقِيلَ: بِالْعَذَابِ. وَقِيلَ: بِالْقُرْآنِ. وَفِي مَعْنَى هَذِهِ الْآيَةِ وَالَّتِي قَبْلَهَا مَا أَنْشَدَهُ
مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ لِنَفْسِهِ، وَكَانَ شَاعِرًا مُحْسِنًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
[ ص: 2520 ] أَأَقْعُدُ بَعْدَ مَا رَجَفَتْ عِظَامِي وَكَانَ الْمَوْتُ أَقْرَبَ مَا يَلِينِي أُجَادِلُ كُلَّ مُعْتَرِضٍ خَصِيمٍ
وَأَجْعَلُ دِينَهُ غَرَضًا لِدِينِي فَأَتْرُكُ مَا عَلِمْتُ لِرَأْيِ غَيْرِي
وَلَيْسَ الرَّأْيُ كَالْعِلْمِ الْيَقِينِ وَمَا أَنَا وَالْخُصُومَةُ وَهْيَ شَيْءٌ
يُصَرَّفُ فِي الشِّمَالِ وَفِي الْيَمِينِ وَقَدْ سُنَّتْ لَنَا سُنَنٌ قِوَامٌ
يَلُحْنَ بِكُلِّ فَجٍّ أَوْ وَجِينِ وَكَانَ الْحَقُّ لَيْسَ بِهِ خَفَاءٌ
أَغَرُّ كَغُرَّةِ الْقَلَقِ الْمُبِينِ وَمَا عِوَضٌ لَنَا مِنْهَاجُ جَهْمٍ
بِمِنْهَاجِ ابْنِ آمِنَةَ الْأَمِينِ فَأَمَّا مَا عَلِمْتُ فَقَدْ كَفَانِي
وَأَمَّا مَا جَهِلْتُ فَجَنِّبُونِي
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ أَيِ: الْعَذَابُ; فَإِنَّهُمْ كَانُوا لِفَرْطِ تَكْذِيبِهِمْ يَسْتَعْجِلُونَ نُزُولَهُ اسْتِهْزَاءً نَحْوَ قَوْلِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=92أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ وَقِيلَ: مَا عِنْدِي مِنَ الْآيَاتِ الَّتِي تَقْتَرِحُونَهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَيْ: مَا الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ فِي تَأْخِيرِ الْعَذَابِ وَتَعْجِيلِهِ.
وَقِيلَ: الْحُكْمُ الْفَاصِلُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ لِلَّهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57يَقُصُّ الْحَقَّ أَيْ: يَقُصُّ الْقَصَصَ الْحَقَّ; وَبِهِ اسْتَدَلَّ مَنْ مَنَعَ الْمَجَازَ فِي الْقُرْآنِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٍ وَابْنِ كَثِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16273وَعَاصِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ وَالْأَعْرَجِ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ وَالْبَاقُونَ: (يَقْضِي الْحَقَّ) بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-
وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=15990وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَهُوَ مَكْتُوبٌ فِي الْمُصْحَفِ بِغَيْرِ يَاءٍ، وَلَا يَنْبَغِي الْوَقْفُ عَلَيْهِ، وَهُوَ مِنَ الْقَضَاءِ; وَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ بَعْدَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ وَالْفَصْلُ لَا يَكُونُ إِلَّا
[ ص: 2521 ] قَضَاءً دُونَ قَصَصٍ، وَيُقَوِّي ذَلِكَ قَوْلُهُ قَبْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ وَيُقَوِّي ذَلِكَ أَيْضًا قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقْضِي الْحَقَّ) فَدُخُولُ الْبَاءِ يُؤَكِّدُ مَعْنَى الْقَضَاءِ.
قَالَ
النَّحَّاسُ: هَذَا لَا يَلْزَمُ؛ لِأَنَّ مَعْنَى "يَقْضِي" يَأْتِي وَيَصْنَعُ فَالْمَعْنَى: يَأْتِي الْحَقُّ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى: يَقْضِي الْقَضَاءَ الْحَقَّ. قَالَ
مَكِّيٌّ: وَقِرَاءَةُ الصَّادِ أَحَبُّ إِلَيَّ; لِاتِّفَاقِ الْحَرَمِيِّينَ
nindex.php?page=showalam&ids=16273وَعَاصِمٍ عَلَى ذَلِكَ، وَلِأَنَّهُ لَوْ كَانَ مِنَ الْقَضَاءِ لَلَزِمَتِ الْبَاءُ فِيهِ كَمَا أَتَتْ فِي قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ
النَّحَّاسُ: وَهَذَا الِاحْتِجَاجُ لَا يَلْزَمُ; لِأَنَّ مِثْلَ هَذِهِ الْبَاءِ تُحْذَفُ كَثِيرًا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: