الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                [ ص: 85 ] والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم

                                                                                                                                                                                                والسابقون الأولون من المهاجرين : هم الذين صلوا إلى القبلتين، وقيل: الذين شهدوا بدرا . وعن الشعبي : من بايع بالحديبية، وهي بيعة الرضوان ما بين الهجرتين، "و" من والأنصار : أهل بيعة العقبة الأولى، وكانوا سبعة نفر، وأهل العقبة الثانية وكانوا سبعين، والذين آمنوا حين قدم عليهم أبو زرارة مصعب بن عمير فعلمهم القرآن. وقرأ عمر -رضي الله عنه-: "والأنصار" بالرفع عطفا على السابقون. وعن عمر أنه كان يرى أن قوله: والذين اتبعوهم بإحسان بغير واو صفة للأنصار، حتى قال له زيد: إنه بالواو، فقال: ائتوني بأبي، فقال: تصديق ذلك في أول الجمعة: وآخرين منهم ، وأوسط الحشر: والذين جاءوا من بعدهم [الحشر: 10 ]، وآخر الأنفال: والذين آمنوا من بعد [الأنفال: 75 ]. وروي: أنه سمع رجلا يقرؤه بالواو، فقال: من أقرأك ؟ قال: أبي، فدعاه فقال: أقرأنيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإنك لتبيع القرظ بالبقيع، قال: صدقت، وإن شئت قلت: شهدنا وغبتم، ونصرنا وخذلتم، وآوينا وطردتم، ومن ثم قال عمر : لقد كنت أرانا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا، وارتفع السابقون بالابتداء، وخبره: رضي الله [ ص: 86 ] عنهم ، ومعناه: رضي عنهم لأعمالهم، ورضوا عنه : لما أفاض عليهم من نعمته الدينية والدنيوية ، وفي مصاحف أهل مكة: تجري من تحتها، وهي قراءة ابن كثير ، وفي سائر المصاحف: تحتها، بغير "من" .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية