nindex.php?page=treesubj&link=19244_30945_33066_34136_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=95ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون nindex.php?page=treesubj&link=19573_34136_34141_34306_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=96ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون nindex.php?page=treesubj&link=29675_29680_30503_34141_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=97من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون
(95 ) يحذر تعالى عباده من نقض العهود والأيمان لأجل متاع الدنيا وحطامها فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=95ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا تنالونه بالنقض وعدم الوفاء
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=95إنما عند الله من الثواب العاجل والآجل لمن آثر رضاه، وأوفى بما عاهد عليه الله
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=95هو خير لكم من حطام الدنيا الزائلة
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=95إن كنتم تعلمون .
(96 ) فآثروا ما يبقى على ما يفنى؛ فإن الذي عندكم ولو كثر جدا لا بد أن ينفد ويفنى،
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=96وما عند الله باق ببقائه لا يفنى ولا يزول، فليس بعاقل من آثر الفاني الخسيس على الباقي النفيس، وهذا كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=16بل تؤثرون الحياة الدنيا nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=17والآخرة خير وأبقى .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=198وما عند الله خير للأبرار وفي هذا الحث والترغيب على الزهد في الدنيا، خصوصا الزهد المتعين، وهو الزهد فيما يكون ضررا على العبد ويوجب له الاشتغال عما أوجب الله عليه وتقديمه على حق الله؛ فإن هذا الزهد واجب.
ومن الدواعي للزهد أن يقابل العبد لذات الدنيا وشهواتها بخيرات الآخرة ؛ فإنه يجد من الفرق والتفاوت ما يدعوه إلى إيثار أعلى الأمرين ، وليس الزهد الممدوح هو الانقطاع للعبادات القاصرة كالصلاة والصيام والذكر ونحوها، بل لا يكون العبد زاهدا زهدا صحيحا حتى يقوم بما يقدر عليه من الأوامر الشرعية الظاهرة والباطنة، ومن الدعوة إلى الله وإلى دينه بالقول والفعل؛ فالزهد الحقيقي هو الزهد فيما لا ينفع في الدين والدنيا، والرغبة والسعي في كل ما ينفع .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=96ولنجزين الذين صبروا على طاعة الله وعن معصيته، وفطموا نفوسهم عن الشهوات الدنيوية المضرة بدينهم
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=96أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة؛ فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
[ ص: 901 ] (97 ) ولهذا ذكر جزاء العاملين في الدنيا والآخرة فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=97من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فإن الإيمان شرط في صحة الأعمال الصالحة وقبولها؛ بل لا تسمى أعمالا صالحة إلا بالإيمان ، والإيمان مقتض لها ؛ فإنه التصديق الجازم المثمر لأعمال الجوارح من الواجبات والمستحبات، فمن جمع بين الإيمان والعمل الصالح
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=97فلنحيينه حياة طيبة وذلك بطمأنينة قلبه وسكون نفسه وعدم التفاته لما يشوش عليه قلبه، ويرزقه الله رزقا حلالا طيبا من حيث لا يحتسب
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=97ولنجزينهم في الآخرة
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=97أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون من أصناف اللذات؛ مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فيؤتيه الله في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة.
nindex.php?page=treesubj&link=19244_30945_33066_34136_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=95وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=19573_34136_34141_34306_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=96مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29675_29680_30503_34141_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=97مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
(95 ) يُحَذِّرُ تَعَالَى عِبَادَهُ مِنْ نَقْضِ الْعُهُودِ وَالْأَيْمَانِ لِأَجْلِ مَتَاعِ الدُّنْيَا وَحُطَامِهَا فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=95وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا تَنَالُونَهُ بِالنَّقْضِ وَعَدَمِ الْوَفَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=95إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الثَّوَابِ الْعَاجِلِ وَالْآجِلِ لِمَنْ آثَرَ رِضَاهُ، وَأَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ اللَّهَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=95هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا الزَّائِلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=95إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ .
(96 ) فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى؛ فَإِنَّ الَّذِي عِنْدَكُمْ وَلَوْ كَثُرَ جِدًّا لَا بُدَّ أَنْ يَنْفَدَ وَيَفْنَى،
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=96وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ بِبَقَائِهِ لَا يَفْنَى وَلَا يَزُولُ، فَلَيْسَ بِعَاقِلٍ مَنْ آثَرَ الْفَانِيَ الْخَسِيسَ عَلَى الْبَاقِي النَّفِيسِ، وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=16بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=17وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=198وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ وَفِي هَذَا الْحَثِّ وَالتَّرْغِيبِ عَلَى الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا، خُصُوصًا الزُّهْدَ الْمُتَعَيِّنَ، وَهُوَ الزُّهْدُ فِيمَا يَكُونُ ضَرَرًا عَلَى الْعَبْدِ وَيُوجِبُ لَهُ الِاشْتِغَالَ عَمَّا أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَتَقْدِيمَهُ عَلَى حَقِّ اللَّهِ؛ فَإِنَّ هَذَا الزُّهْدَ وَاجِبٌ.
وَمِنَ الدَّوَاعِي لِلزُّهْدِ أَنْ يُقَابِلَ الْعَبْدُ لَذَّاتِ الدُّنْيَا وَشَهَوَاتِهَا بِخَيْرَاتِ الْآخِرَةِ ؛ فَإِنَّهُ يَجِدُ مِنَ الْفَرْقِ وَالتَّفَاوُتِ مَا يَدْعُوهُ إِلَى إِيثَارِ أَعْلَى الْأَمْرَيْنِ ، وَلَيْسَ الزُّهْدُ الْمَمْدُوحُ هُوَ الِانْقِطَاعُ لِلْعِبَادَاتِ الْقَاصِرَةِ كَالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالذِّكْرِ وَنَحْوِهَا، بَلْ لَا يَكُونُ الْعَبْدُ زَاهِدًا زُهْدًا صَحِيحًا حَتَّى يَقُومَ بِمَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنَ الْأَوَامِرِ الشَّرْعِيَّةِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ، وَمِنَ الدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى دِينِهِ بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ؛ فَالزُّهْدُ الْحَقِيقِيُّ هُوَ الزُّهْدُ فِيمَا لَا يَنْفَعُ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وَالرَّغْبَةُ وَالسَّعْيُ فِي كُلِّ مَا يَنْفَعُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=96وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَعَنْ مَعْصِيَتِهِ، وَفَطَمُوا نُفُوسَهُمْ عَنِ الشَّهَوَاتِ الدُّنْيَوِيَّةِ الْمُضِرَّةِ بِدِينِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=96أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا.
[ ص: 901 ] (97 ) وَلِهَذَا ذَكَرَ جَزَاءَ الْعَامِلِينَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=97مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَإِنَّ الْإِيمَانَ شَرْطٌ فِي صِحَّةِ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَقَبُولِهَا؛ بَلْ لَا تُسَمَّى أَعْمَالًا صَالِحَةً إِلَّا بِالْإِيمَانِ ، وَالْإِيمَانُ مُقْتَضٍ لَهَا ؛ فَإِنَّهُ التَّصْدِيقُ الْجَازِمُ الْمُثْمِرُ لِأَعْمَالِ الْجَوَارِحِ مِنَ الْوَاجِبَاتِ وَالْمُسْتَحِبَّاتِ، فَمَنْ جَمَعَ بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=97فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَذَلِكَ بِطُمَأْنِينَةِ قَلْبِهِ وَسُكُونِ نَفْسِهِ وَعَدَمِ الْتِفَاتِهِ لِمَا يُشَوِّشُ عَلَيْهِ قَلْبَهُ، وَيَرْزُقُهُ اللَّهُ رِزْقًا حَلَالًا طَيِّبًا مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=97وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=97أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ مِنْ أَصْنَافِ اللَّذَّاتِ؛ مِمَّا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، فَيُؤْتِيهِ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً.