nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=97وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر
خلق الله تعالى النجوم في السماء، وهي ذات أبراج كمطالع الشمس والنجوم، ولكل نجم مدار خاص به، يظهر في إبانه، واتجاهه يهدي السائرين في البر، فيهتدون به، ويعرفون به أهم متجهون إلى الشرق أم إلى الغرب وهل هم متجهون إلى الشمال أم إلى الجنوب، فيهتدون في الحيرة، ويصح أن يراد بها في ظلمات البر بالاهتداء بها في حيرة البر، وظلمات البحر بالاهتداء بها في ظلمات البحر.
ويصح أن يراد بذلك ظلمات الليل في البر والبحر؛ فإن الناس في نهارهم يهتدون بالشمس في شروقها وغروبها ومن ذلك يعرفون الاتجاه إلى الجنوب أو الشمال، أما في ظلمات الليل فالنجوم ليس بكونها منيرة، إنما بمسارها في اتجاهها.
هذه إحدى
nindex.php?page=treesubj&link=31762فوائد النجوم، أما المزايا الأخرى فأهمها أنها والأرض دلالة على منظم حكيم مبدع فقد قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=6أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=7والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8تبصرة وذكرى لكل عبد منيب nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=9ونـزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10والنخل باسقات لها طلع نضيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=11رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج [ ص: 2603 ] قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=97قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون أي: بينا الآيات مفصلة واضحة لقوم يعلمون ويعرفون حقائق هذا الوجود ويعلمون مصالحهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=97وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى النُّجُومَ فِي السَّمَاءِ، وَهِيَ ذَاتُ أَبْرَاجٍ كَمَطَالِعِ الشَّمْسِ وَالنُّجُومِ، وَلِكُلِّ نَجْمٍ مَدَارٌ خَاصٌّ بِهِ، يَظْهَرُ فِي إِبَّانِهِ، وَاتِّجَاهُهُ يَهْدِي السَّائِرِينَ فِي الْبَرِّ، فَيَهْتَدُونَ بِهِ، وَيَعْرِفُونَ بِهِ أَهُمْ مُتَّجِهُونَ إِلَى الشَّرْقِ أَمْ إِلَى الْغَرْبِ وَهَلْ هُمْ مُتَّجِهُونَ إِلَى الشَّمَالِ أَمْ إِلَى الْجَنُوبِ، فَيَهْتَدُونَ فِي الْحَيْرَةِ، وَيَصِحُّ أَنْ يُرَادَ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ بِالِاهْتِدَاءِ بِهَا فِي حَيْرَةِ الْبَرِّ، وَظُلُمَاتِ الْبَحْرِ بِالِاهْتِدَاءِ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَحْرِ.
وَيَصِحُّ أَنْ يُرَادَ بِذَلِكَ ظُلُمَاتُ اللَّيْلِ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ؛ فَإِنَّ النَّاسَ فِي نَهَارِهِمْ يَهْتَدُونَ بِالشَّمْسِ فِي شُرُوقِهَا وَغُرُوبِهَا وَمِنْ ذَلِكَ يَعْرِفُونَ الِاتِّجَاهَ إِلَى الْجَنُوبِ أَوِ الشَّمَالِ، أَمَّا فِي ظُلُمَاتِ اللَّيْلِ فَالنُّجُومُ لَيْسَ بِكَوْنِهَا مُنِيرَةً، إِنَّمَا بِمَسَارِهَا فِي اتِّجَاهِهَا.
هَذِهِ إِحْدَى
nindex.php?page=treesubj&link=31762فَوَائِدِ النُّجُومِ، أَمَّا الْمَزَايَا الْأُخْرَى فَأَهَمُّهَا أَنَّهَا وَالْأَرْضُ دَلَالَةٌ عَلَى مُنَظِّمٍ حَكِيمٍ مُبْدِعٍ فَقَدْ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=6أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=7وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=9وَنَـزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=11رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ [ ص: 2603 ] قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=97قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ أَيْ: بَيَنَّا الْآيَاتِ مُفَصَّلَةً وَاضِحَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَيَعْرِفُونَ حَقَائِقَ هَذَا الْوُجُودِ وَيَعْلَمُونَ مَصَالِحَهُمْ.