الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون

                                                                                                                                                                                                فمنهم من يقول : فمن المنافقين من يقول بعضهم لبعض، أيكم زادته هذه السورة، إيمانا : إنكارا واستهزاء بالمؤمنين: واعتقادهم زيادة الإيمان بزيادة العلم الحاصل بالوحي والعمل به، وأيكم: مرفوع بالابتداء. وقرأ عبيد بن عمير : "أيكم" بالفتح على إضمار فعل يفسره: "زادته": تقديره: "أيكم زادت زادته هذه إيمانا"، فزادتهم إيمانا ; لأنها أزيد لليقين والثبات، وأثلج للصدر . أو "فزادتهم عملا"، فإن زيادة العمل زيادة في الإيمان، لأن الإيمان يقع على الاعتقاد والعمل، فزادتهم رجسا إلى رجسهم : كفرا مضموما إلى كفرهم، لأنهم كلما جددوا بتجديد الله الوحي كفرا ونفاقا، ازداد كفرهم، واستحكم، وتضاعف عقابهم .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية