الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين يأتوك بكل ساحر عليم

                                                                                                                                                                                                                                        قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم قيل قاله هو وأشراف قومه على سبيل التشاور في أمره ، فحكى عنه في سورة الشعراء وعنهم ها هنا .

                                                                                                                                                                                                                                        يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون تشيرون في أن نفعل .

                                                                                                                                                                                                                                        قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين .

                                                                                                                                                                                                                                        يأتوك بكل ساحر عليم كأنه اتفقت عليه آراؤهم فأشاروا به على فرعون ، والإرجاء التأخير أي أخر أمره ، وأصله أرجئه كما قرأ أبو عمرو وأبو بكر ويعقوب من أرجأت ، وكذلك « أرجئهوه » على قراءة ابن كثير على الأصل في الضمير ، أو (أرجهي) من أرجيت كما قرأ نافع في رواية ورش وإسماعيل والكسائي ، وأما قراءته في رواية قالون أرجه بحذف الياء فللاكتفاء بالكسرة عنها ، وأما قراءة حمزة وعاصم وحفص أرجه بسكون الهاء فلتشبيه المنفصل بالمتصل وجعل أرجه كإبل في إسكان وسطه وأما قراءة ابن عامر برواية ابن ذكوان « أرجئه » بالهمزة وكسر الهاء فلا يرتضيه النحاة فإن الهاء لا تكسر إلا إذا كان قبلها كسرة أو ياء ساكنة ، ووجهه أن الهمزة لما كانت تقلب ياء أجريت مجراها . وقرأ حمزة والكسائي « بكل سحار » فيه وفي « يونس » ويؤيده اتفاقهم عليه في « الشعراء » .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية