الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ؛ أي : وأرسلنا لوطا؛ إذ قال لقومه؛ وقال الأخفش : ويجوز أن يكون منصوبا على " واذكر لوطا إذ قال لقومه " ؛ والوجه أن يكون معطوفا على الإرسال؛ وقال بعض أهل اللغة : " لوط " : مشتق من " لطت الحوض " ؛ إذا ملسته بالطين؛ وهذا غلط؛ لأن " لوطا " ؛ من الأسماء الأعجمية؛ ليس من العربية؛ فأما " لطت [ ص: 352 ] الحوض " ؛ و " هذا ألوط بقلبي من هذا " ؛ فمعناه " ألصق بقلبي " ؛ و " الليط " : القشر؛ وهذا صحيح في اللغة؛ ولكن الاسم أعجمي كـ " إبراهيم " ؛ و " إسحاق " ؛ لا نقول : إنه مشتق من " السحق " ؛ وهو البعد؛ وهو كتاب الله الذي لا ينبغي أن يقدم على تفسيره إلا برواية صحيحة؛ وحجة واضحة؛ وقوله : أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين ؛ هذا دليل أن فاحشة اللواط لم يفعلها أحد قبل قوم لوط؛ وقد اختلف الناس في حد اللوطي؛ فقال بعضهم : هو كالزاني؛ وروي أن أبا بكر حرق رجلا يقال له " الفجاءة " ؛ بالنار؛ في اللواط؛ وقال بعضهم : يجب أن يقتل؛ محصنا أو غير محصن؛ لأن الله - تبارك وتعالى - قتل فاعليه بالحجارة؛ فخاطبهم لوط فقال : أتأتون الفاحشة ؛ وقال في موضع آخر : إنكم لتأتون الفاحشة ؛ و " الفاحشة " : الشيء الغليظ القبيح.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية